الاثنين، 12 أغسطس 2019

قصيدة{{حكاية عصفورة}}بقلم الكاتب والشاعر المبدع{{رعد الإمارة}}

(حكاية عصفورة )

كانت مذعورة ومرهقة، ولسانها الصغير يرتجف،وعلى الرغم من زوال العاصفة إلا إن أثرها المرعب بما كانت تحمله من خراب ودمار مازال مطبوعا في رأسها الصغير. على مقربة منهم هي وذكرها الوفي، كان ثمة طيور أخرى لحق بأعشاشها الخراب، بعضها كان مايزال يدور في دوامة الذهول، والبعض الآخر كان يندب قتلاه، فيما تأهب آخرين لمغادرة هذا المكان المشوب بالخطر والذي لم يعد يصلح لا للعيش ولا حتى للسكنى. همست له :
-دعنا نسترح قليلا، فليس ثمة فائدة من التحليق والدوران حول عش ضاع أثره ولم يعد له من وجود، ثم إني مرهقة.
لم يكف ذكرها عن الدوران حول الشجرة التي كانت في يوما ما تحتضن عشهما الصغير الدافىء، ضم جناحيه فجأة وهبط بشكل عمودي فخم وقد ضيق مابين عينيه ،وطلب منها أن تلحق به. رغما عنها اغرورقت عيناها حينما حطت وذكرها الوفي على ذات الغصن الذي كان يوما يحمل عشهما الصغير بمودة، أضحى الآن شبه مكسور، عاريا وذليلا، لاسيما وقد جردته العاصفة هو الآخر من أوراقه الوافرة التي لطالما لاذا تحت ظلها. نظرت لزوجها وتأملته للحظات، كان هو الآخر متعبا، لقد بذل جهدا مستميتا بالحفاظ عليها في الساعات المنصرمة من الصباح وهما في خضم العاصفة الهوجاء. دنت منه ولاذت برأسها الصغير تحت جنحه، شعرت بأنها يجب أن تنام ولو قليلا، وادركت بأنها إن لم تفعل فهي ستسقط أرضا لامحالة. أخيرا غفت، راودتها كوابيس عدة، حتى إن الأمر اختلط عليها، ثمة زعيق، طيور كبيرة وأخرى أصغر، أجنحة تحترق وأشجار تتهاوى، وثمة غبار، غبار كثيف، ثم ترائى لها أخيرا قبل أن تنتفظ وتفتح عيناها رعبا بأن دويا قويا قد صك اسماعها.لم تكن تحلم، لا! فعندما فتحت عيناها على وسعهما كان الذعر يرتسم فيهما جليا وواضحا، أين هو!؟لقد افتقدت الصدر الحنون، كادت أن تبكي، حلقت مرعوبة، ونظرت للأسفل، كان حارسها الشخصي الأفضل هناك، وقد توسد العشب، فيما اخترق صدره النبيل ثقب دامي، ضاع صوتها تماما، وجمدت دموعها، ثم حامت وحامت حوله لكن دون جدوى! وعندما رحلت أخيرا، بعد فترة، أدركت بأنه ماعاد للقلب الكبير من وجود، ابدا ابدا!!
بقلم /رعد الإمارة /العراق /الجمعة 9/8/2019

ليست هناك تعليقات: