أول الربيع
فتحت عيناي قبل الشمس
وخرجت عل عجل كأنني تأخرت عن موعدي الأول
أفردت ذراعاي ورحت أتلمس الربيع بروح طفولية
كأنني أردت إلهاما من قطر الندى التي نثرت على خدود الورد
وقد إشتقت الى مقعدي العاطفي عند بركة الماء
كنت أسميها بجيرة الأمل بروحي العفوية
رأيت صخرتي العتيقة كأنها بصحبة شخص غريب!
من هو هذا الذي تعدى على عاطفتي ؟
وردة وحيدة تجلس بإنحناءة أيقظت فيا شمعة رومنسية
لكن مجرى الدمع يروي قصة ليلة حزن
كأن قطر الندى دمع لها فناشدت أناملي أن تخفف عنها ثقل الهموم
فأقتربت وألقيت تحيتي وجلست كأنني معتاد على وجودها في ذات المكان
حملت صخرة وقذفتها في الماء لكسر الصمت وبدأ الحديث
وقلت كيف يذبل الورد في الربيع
فقالت
عندما يكثر الماء
وعندما تخونك الألوان ويصمت العطر أمام الطبيعة الصماء
يذبل الورد ويخف العطر فتنتهي الحياة من الحياة
لمست شيئا فيها يشبهني ويعجبني
فقلت لو لا كثرة الماء ولو لا العاطفة الجوفاء
لما أدركنا الحقيقة
قالت وما الحقيقة ؟
أنت لا تعرف من حزني غير الدمع
فحملت بعض الماء ورششته على وجهها لأخفي دمعها
وقلت بعد أن غصت إلى حزني لأشبهها أكثر
هذه السنة الجديدة التي أزهرت أشياء ربيعها إلاي
أهدتني كل أسباب الغياب
لكنني وجدت في الغياب روحا تشبهني
فقد رأيت فيك أناي
فلا تجعلي لورد الربيع نهاية
فقالت لعلك تشبهني الجنون
لأننا نخوض حديثا لا يفهمه غيرنا
ومسحت الدمع من خديها ووقفت لتؤدي دورها بإتقان في فلم الحياة
وودعتني كأنها ضربت لي موعدا بنظرتها الغريبة
ووافقتها على الموعد قائلا إلى لقاء
...
غريسي عمر
الجزائر
15/08/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق