أشتقت للحني القديم
ضجيج يكاد يفجر جمجمتي
يؤرقني يرهقني ويحول بيني وبين أحلامي
حاجز من صوت يفصلني عن ذلك العزيز الغائب .
لم أذق طعم النوم الهانىء .. لحن يدوي برأسي ليل نهار .
لاأعرف من أين قدم وأستوطن رأسي قد يكون من أغنية سمعتها .. ؟
أو من صديق دندن بذلك اللحن المقيت
وتلقفته أذاني .
طرق مستمر شتت تركيزي وبعثر كل
أفكاري .
حاولت الهروب منه لكن الأمر لم يجدي نفعا
فقررت أن أقطع رأسي لترتاح كل أجزاء
جسدي التي منه تعاني .
لامفر من ذلك الدخيل لقد غرس جذوره عميقآ وأعلن أحتلاله لي وعلي الخنوع .
جن .. جنوني وأعلنت عصياني .. ؟
لكني .. ضعيف خائر القوى لايمكنني الوقوف أمام هذا المستعمر الطاغي .
خرجت على غير هدى .. هائمآ على وجهي
وتبادلت تضاريس الأرض أدوارها في رحلت ضياعي .
يجن الليل علي وحيدآ بغربتي شاحب الوجه لاأثر للحياة في تفاصيلي .
تحاشت مواجهتي الوحوش وفروا من أمامي من كانوا لنا سر نومنا أشباح مازالوا
عالقين في ذاكرتي .
أصرخ بأعلى صوتي هل من يسمعني لا حتى الصدا بات يتحاشاني .
سارت بي أقدامي عن غير دراية همها طي
الأرض بحثآ عن سر نجاتي .
شلال ماء يتهاوى على الأرض من قمة جبل
النسيان .
ضربني على راسي بمطرقة من ماء عشق
بجنون غسل هموم .. من لم يجد الراحة وضاقت عليهم ديناهم بما رحبت .
توقف مصدر أزعاجي .
لاأحد في الجوار أنا وشلال النسيان وتلك
الريح القادمة من وادي السكون .
لاحياة في كل التفاصيل جبل أصم ووادي أبكم وماء متساقط لايرحم .
سكون يدفعك للجنون لاصوت غير صوت الماء .
عاودت الصراخ من جديد في كل أتجاه
أريد أن أشعر بأني موجود .
قد أكون رحلت وأنا الأن في عالم الأرواح
لا لاشيء غير الصمت .
أشتقت للحني القديم .. !!
لاأشعر بأني موجود وأشغل حيزي .
ريشتا نسر عشق السماء أرسلتهما لي الأقدار .
بدأت عزف ذلك اللحن المزعج لكن بشوق .
كسرت حاجزي المقيت بعزفي على ريشتا
ذلك النسر الجريح .
فقد .. أشتقت لذلك اللحن القديم
راق لي اللحن الذي لطالما كان يطاردني
كم أنا أحن لضجيج الحياة .
قد يكون في الضجيج حياة لكننا لانعرف
قيمة ما بأيدينا من نعيم .
عادت الحياة بداخلي ودب النشاط في
أجزائي .
أحمرت وجنتي وعاد لحني المقيت ليراودني من جديد ولكن بسعادة
كل خط سيرنا مرسوم بعناية
عادت لي فرحتي وأحلام اليقظة قبل أحلام المنام بعد أن ضقت مر الجفى والتغاضي .
سعيد بحضرتك ياسيد المزعج .. ؟
لم أكن أعرف قيمة لحني فكل مايصيبنا
نعمة وفضل رسمتها لنا بعناية يد الأقدار .
بقلم
جاسم الشهواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق