الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

قصيدة{{بتأريخِ الأمسِّ }} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الاستاذة {{بشرى حميد عبد}}

{{بتأريخِ الأمسِّ}}
كتبتُّ بالرصاصةِ دونَّ القلمِ
ليس من الشجاعةِ
ان تقابل صوتي بالرصاص
أن تـمنعني من أن اُضمد جُرحي
فيكون العلم هو ضمادنا
حتى يـكتـسي بسيلِ دمائنا ..
فهذه ليست شجاعة
أن تكون اسداً على ابناء جلدتك
وحَمَّلٍ وديعٍ بيد الاجانب
فهذه قمة الخيانة..
ليست صدفةً
أن أمـد لـك كــفي
فـيصـيبني القناص في السبابة
قد فعلت حسناً أيها الجبان
خَـلصتني من اصبـع خـائن..
حين أرفع راية بلــدي ،، فتصيبه نيرانك
فلم يبقى إلا بياضه وسوادك ...
ليست صدفةً مني
انها الاقدار حين تنـوي ان تكـشف اسرارك
ارجوك استمر
واستخدم خراطيش المياه
والغاز المسيل للدموع
علَّها تُسقط عن وجهك
قناع زيفك الخداع
نريد أن نرى حقيقة ملامحك فعلاً
هل انت تُـشبهنا ؟
من جنوبنا انت ام من شمالنا؟
ام وسط الفرات اصلك؟
فالتعري المياه وجهك
و ليوضح الصراخ نبرة صوتك
لـتثبت لنا مدى عروبتك ؟
فنحن هنا ..وسنصلي
مسبلين... ومكتفين ...
قبـلتـنا العــراق
وانت ما هي قـبلـتك ؟
فأنا عـراقي ... وانـسانيٌ أولاً
لم ولن يُـخيفني صوت الرصاص
ما يرعبني حقاً
هي حقيقتك؟!
من انت !؟
من اي طين ونهر منبعك!
من اي حضارة تلك لهجتك وعاداتك !؟
من اي قانون جاءت جنسيتك وقوتك!؟
من اي تجارة اموالك وسلاحك!
اتذكر إن في العـراق
مليون مفـقـود
ومليون معــاق
ومليون اسير ومسـجـون
ومليون فقــير ومعــدوم
أختفت حياة أكثرهم
فهل من المعقول !
ان يكون الاخفاء القسري تجارتك ؟!
كــن من تـكون
لكنك لست عراقي
جنسيتك هذه ختمها مزور او مسروق
لونها الاحمر من دمائنا
واسودها من دمع عيوننا
فأسمع يا ايها الخائن
دعني اموت برصاص العدو
وكُلِّ يقـيناً
بأنك لستَّ عراقي
ساموتُّ مرتاح القلبِ والعينِ
لا تقنعني بأنك عراقيٌ أصيل
فهذا بحد ذاته موتٌ...دون رصاصة


بقلم 
الكاتبة والشاعرة
 العراقية
{{بشرى حميد عبد}}

ليست هناك تعليقات: