الخميس، 3 أكتوبر 2019

قصة قصيرة بعنوان {{سر مدفون }} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة {{مليكة هاشمي}}

سر مدفون.. 

   لم تتمكن من كتم سر مدفون داخلها، حاولت تخزينه في تابوت خشبي منسي حتى لا يطرق ابواب ذاكرتها احكمت اقفاله و رمت المفاتيح من نافذة غرفتها، قررت ان تقلب صفحة من صفحات عمرها و تبدأ قصة جديدة تعيد لها الثقة بنفسها، اشتاقت الى نسمات هواء باردة تداعب خصلات شعرها، تنهدت بكل قوة و كأنها تلفظ اخر انفاسها، حاولت اخراج الالم و الحزن الذي اصبح كالغصة يخنق كلماتها، ارادت ان تلون لوحة فنية باهتة رسمت بمخيلتها، فراحت ترسم و تبدع بأناملها ، تمزج الوان زاهية علها تعيد الفرح والنشوة الى قلبها، تجعلها تدفن اللغز المرتعش داخل دهاليز قلبها، لم تشأ النظر لتلك النافذة التي القت منها سحرا غامضا يؤرق نومها، يوقظ تعويذة الألم في احشائها ، فمع كل فتوة نهار واطلالة شمس تستيقظ مواجعها، تتراءى امامها تستفزها و تحطم شوكة غرورها وكبرياءها، لم تجد نفسها الا وهي تحطم اغلال ذلك التابوت الذي يقابلها ، اغتصبت سرا دفينا ينغص عيشتها و كأنها تحن لسعادة متوجسة مترددة خائفة مرتعشة، فرح خرافي مبهم يجعلها تعانق وهما نسجته مخيلتها، شعرت ان صوتا بداخله يناديها و يحن اليها، يرسل ذبذبات قوية نحوها، يذكرها بلحظة حضور جميلة كانت تعانق مهجتها، دنت خطوات منه ، لملمت شظايا خوفها وترددها ، و القت نظرة خاطفة داخله، فاذا بها تجد نورا خافتا يستهويها، شعلة فاترة تتهاوى بين مقلتيها، أمل قريب يتراقص امام عينيها، فتشجعت و راحت اناملها تحاول اعدام الفضول الذي يعتريها، فإذا بذلك التابوت العتيق يحتويها و يحبسها و يشيع جثمان سر دفين يستفزها ويغريها، كذلك هي الحياة مجرد صندوق قديم نكبل انفسنا داخله بينما نحاول الركض وراء امانينا..

بقلم مليكة هاشمي

ليست هناك تعليقات: