الخميس، 12 ديسمبر 2019

قصيدة{{الحرب المجنونه}} بقلم الشاعر الاردني القدير الاستاذ {{نعيم الدغيمات}}

(الحرب المجنونه)
كان العيش الأمن ياخذني عنوةً للفراغ
ودربي يسير بي نحو الحيرة والاحزان
قنديلي في حالة انطفاء
يدي مشلوله ترتعش
حتى أسقطها ذراعي
وتركني للريح أسبح بلاأصابع تدفع الموج
فكيف ستعرش الكروم
ويصير العشق صديقي
يعلقني على اشجار الحب صوره
يسحرني حتى لا اعرف حقيقه الكواكب
فكل شيء بيدي بات يتساقط ارتعاش اصابعي
قطرات الماء وحبات البرد والندى
انها على سرج افلاك تسبح
سيدة البحر والصدف والمحار
تمشط شعر الشمس وَتُكَحِلُ عَيْنَيَّ
حتى لاتتوه في المرايا
فلا تراني حتى على صفحة الماء
ارفع كفي في وجه الكوابيس
افتش عن حلمي
ابحث عمن يأولون الرؤى 
خارج اسوار السجن
عند مجمع البحرين 
والنهر الذي فصلته الخنادق عن مجراه
وتركتني حزين بالقرب من قواذف اللهب
اطلق النار في كل الاتجاهات
ويدي تهتز تصيبني في مقتل
لاني مسحور من مارد ختم عليه قلبي
ولم ينفض الا ليلة ان توقف قصف المدينه
فهل يا ترى سيرجع لي فرحي المفقود
بين طيات شبابي الذي ولى
وانا مازلت احلم في مهب الريح
بعجوز مثلي فقد اسنان الحليب
يشدني من ناصيتي حتى اودع خوفي
فيا لسخرية الاطفال 
وضحكات العجائز بلا أسنان
وهن يحدثن عن قصة ليلى والذئب
اني انتظر من يرفع عني شبح الحرب
فعشقي لقطرات الندى حتى التلاشي
وسرج افلاك سابحة في الفضاء
والشهب والنيازك التي عبرت الحدود
لتضيء مابين جوانحي النار
قلبي يشتعل وروحي مكدوده
والحرب لم تضع اوزارها
على الشط شوقا للعينين الواسعتين
وهي تحدق في المداءات
فرحي مفقود
ولكني في شيخوختي رأيت زَهْوُ شبابي
حتى احتضنتي عيوني
فمن يأتيني بقطرة من دمٍ دِثَار
ويغلق الابواب في وجه شبح الموت
الذي يتزاور عن جثث الجنود
فانا من جنون الحرب مكثت في قاع المحيط
بلا أشرعه ومجاديف وبلا مراسي

ليست هناك تعليقات: