(سيرة بطل )
اكتب اليوم لكم قصة حقيقية عشتها مع احد الابطال الذين اعتز بهم وتعلمت منهم الكثير في حياتي المهنية بتاريخ ١٩٩٩ كنت عسكري وكنت اسمع عن هذا الشخص الكثير من الكلام وتمدح به الناس ويقولون انه شجاع وكريم ولايهاب احدا على الحق ولايساوم ونزيه لاكنه في نفس الوقت عصبي وشديد وصعب التعامل معه بصراحة وبيني وبين نفسي اعجبت به كثيرا وتمنيت ان اعمل معه وبامرته شاءت الاقدار ان انقل الى نفس المكان واعمل بامرته بعد سنة اي في عام ٢٠٠٠ رحب بي كثيرا وكان كريما جدا واحسست انه يتعامل وكانه يعرفني من سنين وانا كذالك احسست اني اعرفه من فترة طويلة كان شاب يافع وسيم تطغى ملامح الرجولة على وجهه شديد الفراسه لبق اوكلت له واجبات ومسؤوليات اكبر من عمره ورتبته لكنه كان اهلا لها عملت معه وعلمني الكثير اصبحت من المقربين اليه واصبحت علاقتنا اخوية ووثق بي كثيرا ووثقت به اكثر وكان لايخلط بين العمل والاخوة كلا على حدى وكان كثير الصدام مع المسؤولين الاكبر منه رتبة لكن والله يشهد على الحق اذكر له موقف مع مديره المباسر عاقب احد الجنود وكانت العقوبة ليست بحق وتصدى له واصر على ان لايعاقب الجندي وفي حينها احيل الى التحقيق بسبب هذا الجندي واصر واستطاع ان يلغي العقوبة كان رغم شدته وعصبيته صاحب قلب رحوم جدا وصريح عملت معه لحد عام ٢٠٠٣ افترقنا فترة اشهر وبعدها تواصلنا وفي عام ٢٠٠٤ اتصل بي وابلغني انه قد حصل امر عودة لي في احد التشكيلات والتقينا من جديد وعملنا معا في نفس المكان وكانت الظروف عصيبة وكانت عصابات القاعدة لعنهم الله يعيثون بالارض فساد ويقتلون الابرياء وكنا في معارك متواصلة معهم وفي يوم من الايام ونحن في معركة شرسه معهم اصبت اصابه بليغه وكان من الصعب انقاذي وانا ايقنت انها النهايه ولولا لطف الله وشجاعة هذا البطل لكنت الان تحت التراب وهذا شرف لي لو حصل تقدم هو وثلاثة من الجنود الابطال ورفض العودة بدوني وهو يغني اهازيج والله تقشعر لها الابدان وستشهد احد الجنود واصيب الاخر ووصلو لي وقال لي بالحرف الواحد( والله ماعوفك لو نرجع سوية لو نموت سوية ) اجهشت بالبكاء في حينها واثناء اخلائي اصيب هذا البطل بيده ولم يتركني وسحبني الى مكان امن لحين ماوصل الدعم واخلونا جميعا مع الشهيد الذي استشهد في عملية الاخلاء وبعد سنه والحمد لله اكتسبت الشفاء التام وعدت الى عملي وكان في تلك الفترة حريصا على زيارتي كل اجازة ودعمني كثيرا لحين ما تماثلت لشفاء التام وبعد فترة اذكر هذا الموقف له من مواقف كثيرة حوصرنا من قبل الارهابين واوشكت الذخيرة على النفاذ فلتفلت الي وقال بالحرف الواحد وبالهجة العامية ( راح اربط رجلي بضماد الميدان اخاف تخوني روحي وتصير عزيزة وخلي عندك طلقة اول ننتحر وماننطي نفسنه الذولة الجلاب عيب علينة وفوك حلوكنة شوارب يمثلون بينه الجبناء عليهم اخوية وماتجي اله بيومها) والله انظر له كانه اسد ربط رجله حتى لايغادر ارض المعركة وبعد اقل من نصف ساعة تقربو من مكاننا واصبحو على بعد امتار وكانو يتكلمو معنا ويطلبون منا الاستسلام وكان قائدهم يقول لهم شاغلوهم حتى تنفذ الذخيرة اريدهم احياء وكان يجاوبه هذا البطل ( تخسة ويخسة شاربك) وكان الدعم في طريقه الينا ووصل الدعم وستطاع هذا البطل من ان يلقي القبض على احدهم حي وتنهت المعركة والتفت الي مبتسما ( شكتلك مو كتلك ماتجي الة بيومها ) هذا البطل هو الشاعر باسم الخفاجي تحياتي لكم
اخوكم غريب الغريبي
العراق الثائر
٧-١٢-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق