الصحابي عامر بن فهيرة الذي رفعته الملائكة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -6-12-2012
عامر بن فهيرة (36 قبل الهجرة،- 4 هـ) صحابي مولى أبو بكر الصديق، وأحد السابقين إلى الإسلام ومن المهاجرين الأولين وكتبة الوحي القرآني. رفع الله تعالي من شأنه وكرمه بالشهادة ورفعته الملائكة بين السماء والأرض ثم دفنته فلم ير أحد جسده بعد ذلك ولد عامر بن فهيرة التيمي سنة 36 قبل الهجرة. وكنيته أبا عمرو. وكان مولدا من الأزد، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا لما اعتنقوا الإسلام، فاشتراه أبو بكر الصديق، فأعتقه فصار مولى له. وكان لابن فهيرة دورًا بارزًا في الهجرة النبوية، حيث كان يرعى غنم أبي بكر التي يمحو بها آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر الذي كان يتردد على النبي محمد وأبوه أبي بكر أثناء تخفيهما في غار ثور. هاجر عامر بن فهيرة إلى يثرب، وشارك مع النبي محمد في غزوتي بدر وأحد، وقتل في سرية بئر معونة.
سيرته
كان عامر بن فهيرة عبدًا أسودًا مملوكًا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة الأزدي في مكة، وكان مولّدًا من مولدي الأزد، وقد أسلم قديمًا قبل دخول النبي محمد صلى الله عليه وسام دار الأرقم ليدعوا فيها. ونظرًا لكونه عبدًا أسودًا، استُضعف عامر بن فهيرة، فكان يُعذّب لترك دين الإسلام، إلى أن اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، وصار يرعى له بعض غنمه.
لما همّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر بالهجرة، تخفّيا لفترة في غار ثور حتى يفقد متتبعيهم أثرهم، فكان عامر بن فهيرة يروح بغنم أبي بكر عليهما، فيحتلبا الغنم، وإِذا خرج عبد الله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يخفي آثار أقدامه. ولما سارا إلى يثرب، خرج عامر بن فهيرة معهم، حيث أردفه أبو بكر خلفه.
نزل عامر بن فهيرة حين هاجر إلى يثرب على سعد بن خيثمة، وقد آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بينه وبين الحارث بن أوس بن معاذ. شهد عامر بن فهيرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم غزوتي بدر وأحد. وفي صفر سنة 4 هـ، شارك عامر بن فهيرة في السرية التي عقد رايتها النبي محمد للمنذر بن عمرو لدعوة أهل نجد إلى الإسلام، فاعترضتهم بطون من قبيلة سُليم عند بئر معونة، وقاتلوهم وقُتل عامر يومها وعمره 40 سنة، قتله يومها جبار بن سلمى. وقد ذكر محمد بن عمر الواقدي رواية عن محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة بنت أبي بكر أنه: «رُفِعَ عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم تُوجَد جُثته»، كما أورد ابن الأثير الجزري في كتابه «أسد الغابة في معرفة الصحابة» رواية عن عبد الله بن المبارك وعبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير، قال: «طلب عامر يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته». وأورد ابن إسحاق في سيرته عن هشام بن عروة عن أبيه أن قاتله جبار بن سلمى شهد صعود جثته إلى السماء، فكانت سببًا لإسلامه.
((عامر: بن فُهَيرة التيميّ)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((يكنى أَبا عمرو))
((كان مولدًا من مولَّدي الأَزد، أَسودَ اللون)) أسد الغابة.
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَر عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة في حديث لها طويل قالت: وكان عامر بن فُهَيْرَة للطّفيل بن الحارث أخي عائشة لأمّها أمّ رومان، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه، وكان يرعى عليه مَنيحة من غنم له. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن يزيد بن رُومان قال: أسلم عامر بن فُهيرة قبل أن يدْخُلَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد عن يزيد بن رُومان عن عروة بن الزُّبير قال: كان عامر بن فُهيرة من المستضعفين من المؤمنين، فكان ممّن يعذّب بمكّة ليرجع عن دينه.)) الطبقات الكبير.
((لما خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَبو بكر إِلى الغار بثور مهاجِرَيْن، أَمر أَبو بكر مولاه عامر بن فُهيرة أَن يروح بغنم أَبي بكر عليهما، وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أَهل مكة، فإِذا أَمسى أَراح عليهما غَنَمَ أَبي بكر فاحتلباها، وإِذا غَدَا عبد اللّه بن أَبي بكر من عندهما اتّبع عامر بن فهيرة أَثره بالغنم حتى يُعَفِّيَ عليه، فلما سار النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأَبو بكر من الغار هاجر معهما، فأَردفه أَبو بكر خلفه، ومعهم دليلهم من بني الدِّيل، وهو مشرك)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لمّا هاجر عامر بن فُهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة.)) الطبقات الكبير.
((شهد عامر بدرًا وأُحدًا)) أسد الغابة.
((مولى أبي بكر الصّديق، أحد السّابقين. وكان ممن يعذَّب في الله. له ذكر في الصّحيح، حديثه في الهجرة عن عائشة قالت: خرج معهم عامر بن فُهيرة. وعنها: لما قدمنا المدينةَ اشتكى أصحابُ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، منهم أبو بكر، وبلال، وعامر بن فهيرة... الحديث. وفيه: وكان عامر بن فُهيرة إذا أصابته الحمى يقول:
إِنِّي
وَجَدْتُ المَوْتَ
قَبْلَ
ذَوْقِهِ إِنَّ الجَبَانَ
حَتْفُهُ
مِنْ
فَوْقِهِ
كُلُّ
امْرِىءٍ
مُجَاهدٌ
بِطَوْقِهِ كَالثَّورِ
يَحْمِي
جِلْدَهُ
بِرَوْقِهِ
[الرجز]
وقال ابْنُ إِسْحَاقَ في "المغازي"، عن عائشة: كان عامر بن فُهيرة مولدًا من الأزد، وكان للطّفيل بن عبد الله بن سَخْيَرة، فاشتراه أبو بكر منه فأعتقه، وكان حسنَ الإسلام. وذكره ابْنُ إِسْحَاقَ وجميع مَنْ صنف في المغازي فيمن استشهد ببئر معونة. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حدّثني هشام بن عُروة، عن أبيه ــــ أنّ عامر بن الطفيل كان يقول مَنْ رجلٌ منكم لما قُتِل رأيته رفع بين السّماء والأرض؟ فقالوا: عامر بن فهيرة. وروى البُخَارِيُّ، من طريق أبي أسامة، عن هشام ــــ أنّ عامر بن الطّفيل سأل عَمْرو بن أميّة عن ذلك.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قالوا: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين عامر بن فُهيرة والحارث بن أوس بن معاذ)) الطبقات الكبير.
((أورد ابن مَنْدَه في ترجمته حديثًا مِنْ رواية جابر، عن عامر بن فهيرة، قال: تزوّد أبو بكر مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في جيش العُسْرة بنِحْيٍ من سَمْن وعُكَيْكَة من عسل على ما كنّا عليه من الجهد. وهذا منكر؛ فإن جيش العسرة هو غزوة تَبُوك باتفاق، وعامر قُتِل قبل ذلك بست سنين. وقد عاب أَبُو نُعَيْمٍ على ابن منده إخراجَه هذا الحديث، ونسبه إلى الغَفْلَة والجهالة فبالغ؛ وإنما اللّوم في سكوته عليه؛ فإن في الإسناد عمر بن إبراهيم الكرديّ، وهو متَّهم بالكذب؛ فالآفةُ منه، وكان ينبغي لابن منده أن ينَبّه على ذلك.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
عامر بن فهيرة والهجر النبوية
ـــــــــــــــــ إنه الرجل الذي ضحى وبذل فكان الجزاء من جنس العمل، فرفع إلى السماء شهيداً وتولت الملائكة دفنه. إنه مولى أبي بكر الصديق رضى الله عنه من المهاجرين الأولين، اشتراه أبوبكر وأعتقه قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، فكان رقمه يلمع في قائمة الأوائل من سجل المؤمنين السابقين.
كان عامر مولداً من الأزد، وكان مملوكاً للطفيل بن عبدالله بن سخبرة، وكان الطفيل أخا عائشة لأمها أم رومان، فلما اسلم اشتراه ابوبكر وأعتقه.
كان هذا الصحابي على هامش التاريخ، لا يأبه له أحد ممن حوله، فلا تتعدى مكانته مكانة الأرقاء والعبيد، ولما أضاء الإيمان نفسه، وملأ حنايا قلبه،أضحى من مصاف السادة الأعلام، وممن حظوا بالشهادة، وأسكنوا عليين، وما أدراك ما عليين؟! إنه مقام كريم، في جنات ونهر، عند مليك مقتدر. ولقد كان عامر من الذين ضربوا المثل في الصبر والمصابرة، فلقد كان من المستضعفين في الأرض،
ومن الذين صب عليهم كفار قريش ألواناً من التنكيل والعذاب.
وكان عامر يغدو إلى مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً، يتعلم من هدي النبي وينهل من علمه وأدبه وخلقه.لقد وقف عامر رضي الله عنه موقفاً لا ينسى أبداً، وسطر على جبين الدهر سطوراً من نور وضياء.
انه موقفه يوم هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فقد كان بمثابة وزارة التموين للنبي وصاحبه، حيث كان يأتي إليهما بالغنم ليشربا اللبن، بل كان يمحو آثار أقدام عبدالله بن أبي بكر حتى لا يهتدي المشركون إلى مكان النبي وصاحبه، وكان عبدالله يأتيهما بأخبار القوم في مكة، وكان عامر بن فهيرة رضي الله عنه يتبع بغنمه أثر عبدالله بن أبي بكر بعد ذهابه إلى مكة ليعفى عليه.وهكذا حظي عامر رضي الله عنه بخدمة هذين المهاجرين العظيمين، فنال شرف المشاركة في اعظم رحلة عرفتها الانسانية واتخذتها تاريخاً لها، ثم شهد غزوة بدر ثم غزوة احد وأبلى فيهما بلاءً حسناً. بين السماء والأرض
وفاته
ــــــــــ
وفاة الصحابي عامر بن فهيرة : قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة عام 4 من الهجرة ، وكان يبلغ من العمر أربعين عاما ، ولكنه قد شهد غزوتي بدر وأحد أيضا ، قال عامر بن الطفيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قدم عليه: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ قال : هو عامر بن فهيرة.
قاتل عامر بن فهيرة : يقول علماء السيرة : قام (جبار بن سلمى) بطعنه فأنفذه ، بمعنى أن السيف دخل من ناحية في جسمه وخرج من الأخرى
فقال عامر: فزتُ والله جبار.
أما قوله: ” فزت والله ” قالوا: بالجنة.
فأسلم جبار، ولم يوجد عامر، قال عروة بن الزبير: يرون أن الملائكة دفته.
وعن الزهري قال: أخبرني ابن كعب بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سليم نفراً فيهم عامر بن فهيرة، فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم
قال الزهري: فبلغني أنهم التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه. قال: فيرون أن الملائكة دفنته.
وعن عروة : أن عامر بن الطفيل كان يقول من رجل منهم (أي من الصحابة) ؟ لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونَهُ ؟ قالوا : هو عامر بن فهيرة.
قال عامر بن الطفيل : “رأيت أول طعنة طُعنها عامر بن فهيرة نوراً أخرج فيها “
عن عروة بن الزبير قال : لما قدم عامر بن الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ؟ فقال له: هو عامر بن فهيرة “
وذكر ابن المبارك عن عروة قال: طلب عامر بن فهيرة يومئذ في القتلى فلم يوجد قال عروة: فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.
وروى ابن المبارك قال: زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوا فيروون أن الملائكة دفنته .
قال ابن كثير : وقد ذكر عروة وابن إسحاق والواقدي وغير واحد، أن عامرا قتله يوم بئر معونة رجل يقال له جبار بن سلمى من بني كلاب، فلما طعنه بالرمح قال: فزت ورب الكعبة، ورفع عامر حتى غاب عن الابصار حتى قال عامر بن الطفيل: لقد رفع حتى رأيت السماء دونه،
وسئل عمرو بن أمية عنه فقال: كان من أفضلنا ومن أول أهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم قال جبار: فسألت الضحاك بن سفيان عما قال ما يعني به ؟ فقال يعني الجنة
المصادر
ـــــــــــ
القران الكريم
1- الإصابة في تمييز الصحابة
2- أسد الغابة ي معرفة الصحابة
3- الطبقات الكبرى لابن سعد
4- ابن اسحاق - المغازي
5- صحيح البخاري
6- الواقدي - المغازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق