الحلم الكابوس
البارت الثاني
#تمرد
قال .. له
أين كنت في هذه الساعة المتأخرة من الليل
أجاب والده في صالة النت .
تأججت نار الغضب بداخل الوالد الحزين
صفعه بقوة عند باب الدار .
هرب أحمد متجها للداخل فتبعه الوالد الغاضب ليجهز عليه ، لكن زينب كانت
قد شكلت حاجزآ قوي أمامه .
أنهار محمد وجلس على الأريكة القريبة منه
وبعد أن ألتقط أنفاسه الهاربة منه نظر لزينب الحائرة بين ولدها العاق وزوجها المنهار ، والدمع كان قد فاض من بين جفنيها ليجد طريقه نزولآ على خديها
طلبت منه أن يهدء من روعه وأن يتماسك
وأن يعالج الأمور بحكمة وعدها زوجها بذلك .
تكرر هذا الأمر كل يوم ومحمد عاجز
لم يعد يحسن التصرف . وأحمد بدأ
يتمادى أكثر من قبل وبلغ حد الوقاحة
يجادل يتطاول ويطلب الأموال .
تأخر بدراسته وبدء يدخن السجائر انحلال
خلقي كامل ورفيق السوء بات قبلة أحمد
العاصي .
جلس الوالد المحطم الفؤاد ووضع يديه
على رأسه وتساقطت من عينيه قطرات
وزنها يعادل الدنيا بأسرها .
ألتففنا حوله بناته وزوجته وطفله الصغير
لمواساته والتخفيف عنه .
نظر للجميع وقال بحرقة ضاع حلمي وتحطم قلبي حلمي الجميل بات أكبر كوابيس حياتي .
أحتظنه سنان الصغير لاتأيس ياوالدي
أنا ساشد عضدك إن كبرت وساحقق لك
كل أحلامك .
وقطعوا له عهدآ بناته الاربعة بأن يرفعوا رأسه ليطاول السماء طولا ، خففت هذه
الكلمات عنه قليلآ وأخذ الجميع بين ذراعيه
ساد جوا من الإرتياح وعادت له أبتسامته المفقودة .
أحمد غارق بالملذات ووالده غارق بالعمل
والهموم والإنكسارات والوالدة تائهة بين
الأثنين .
شقيقاته يحققن نجاحات كبيرة وسنان
كان الأجمل والالطف والوالدة عين تبكي
ضياع والدها وأخرى سعادة لنجاح بناتها
وقلبها ممزق لحال زوجها ومايعانيه .
البنات أكملوا دراستهم ليشغلوا وظائف في
دوائر الدولة وسنان الصغير يكبر وأحمد
بدء يتنفس الصعداء .
احمد كل يوم له عشق جديد وموعد مع
الغرام ، فقد براءته وكأن ألف شيطان يسكنه ، بلغ من الوقاحة حدآ لم يبلغه من قبل أي أحد ، يفعل مايريد في أي وقت
لا رادع له .
والوالد اتبع كل الطرق الحلم الشجار النصح
الترغيب الوعيد لاشئ يفيد .
ليكون الحال أحمد على ضفة والجميع على الضفة الأخرى .
محمد وجد شمس الغائبة في ولده العاق
تشرق من جديد بنجاح بناته وطيبة صغيره ومساندة زوجته ، وجيل جديد ضخ كمية
كبيرة من السعادة لقلبك ذلك الوالد الحزين
أحفاد كانوا ثمار غصون شجرته المباركة
عندها قرر أن يقطع ذلك الغصن الملعون
الذي أسمه أحمد ، فعل ذلك وكأنه غير
موجود .
قال الوالد له أمام الجميع وهم على كلامي
شهود ، لاعلاقة لي بك بعد اليوم لقد كسرت
وحطمت أجمل أحلام حياتي ، وسأقول لك
أمر وسيتحقق لأن وعد الله حق .
أنا .. لم أؤذي والدي يومآ وصاحبة والدتي في الدنيا بالمعروف ولم اؤذي أخ أو اخت
وعاملت كل الناس بالود والرحمة ، وكنت
بك رحيم عطوف ومحب وتطيرت فيك
لكنك اذيتني وتعمد حزني وتطاولت علي
وجعلت أبلل وسادتي كل ليلة حزنا .
سيعاقبك من لايغوا ولاينام والدنيا ستحطم
قلبك على صخرتها القاسية وأكاد ارى نهايتك أمام ناظري يومها لن تجد احد يمد
لك يد العون وستغرق في بحر الرذيلة
والعصيان وحيد ولن تجد تحت قدميك قاع لتندفع صعودآ ستغرق وكل حركة منك
هي تخبط وستسرع من عملية غرقك هذه
كلماتي الإخيرة معك وتذكرها قد تستهزء بكلامي الأن لكنك ستتذكرها جيدآ وتعرف
معناها ولكن بعد فوات الأوان .
يتبع
الكاتب
جاسم الشهواني
العراق
5/ 1 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق