قصيدتي (رياح الوداع):
إضاءة: عندما يكون طيب العيش وهناؤه معقودًا بحبيب ومرهونًا بوصاله، فلا شك أن طيب العيش يُودَّع بوداعه، ويرحل برحيله، وذلك ما خاضت غماره هذه الأبيات:
وَدَّعْتُ طِيبَ الْعَيْشِ حِينَ أُوَدِّعُكْ***
جِسْمِي مَعِي وَيَظَلُّ قَلْبِي يَتْبَعُكْ
هَبَّتْ رِيـَــاحٌ لِـلْوَداعِ وَلَا تَنِــي***
فِي شِقْوَتِي وَيُقَضُّ مِنْهَا مَضْجَعُكْ
وَتَجَمَّدَتْ أَوْصَالُنَا مِــنْ فُرْقَـةٍ***
أَيَغِيــبُ عُــرْسٌ لِلْغَــرَامِ يُمَتِّــعُكْ
فَهَوَ الْمُنَــى أَقْتَــاتُهُ مُتَبَتِّــلًا***
نِعْمَ الْهَوَى مَا يَحْلُو فِيهِ تَضَرُّعُكْ
أَنَّــى اتَّجَهْتِ فَنَاظِــرٌ وَمُوَكَّــــلٌ***
بِسَبِيــــلِ لُقْيَــاكِ وَعَوْدٍ يَدْفَعُكْ
وَصَـــدَى حَدِيثِــكِ مَاثِـلٌ لَكِنَّنِي***
مُتَشَـوِّقٌ مِنْ بَعْدِ نَأْيٍ أَسْمَعُكْ
وَتَرِينَ فِي شَتَّى الْبِقَاعِ مُرَدِّدًا***
فِي لَهْفَةٍ: وَاللهِ إِنِّي مُوجَعُكْ
وَقْعُ الْفِرَاقِ مُرَدَّدٌ فِي مَسْمَعِي***
أَتُرَاهُ يُقْرَعُ فِي شَكَاةٍ مَسْمَعُكْ؟
مَوَّارَةٌ لَفَحَاتُهُ وَارٍ وَجِيـــــــــ***
ــــعُ عَذَابِهِ فَلْتَحْذَرِي مَا يَصْرَعُكْ
وَأَنِينُ بُعْدٍ مُعْوِلٌ لَا يَنْقَضِـي:***
أَيَجِيءُ يَوْمًا مَرْجِعِي أَوْ مَرْجِعُكْ؟
يَا لِي مِنَ النَّظَرَاتِ آخِرَ مُلْتَقَى***
يَتَرَاءَى فِيهَا مَصْرَعِي أَوْ مَصْرَعُكْ
وَتَوَارَتِ الْأَلْفَاظُ خَجْلَى فِي فَمِي***
وَالنَّارُ مِنْ أَلَمِ التَّنَائِي تَلْسَعُكْ
وَتَلَعْثَمَتْ كَلِمَاتُنَا فَكَأَنَّهَا***
شَوْكُ الْقَتَاد يُمِيتُنِي وَيُرَوِّعُكْ
فَيَغِيبُ مَا أَلْقَاهُ يَعْقِدُ مَأْتَمًا***
لِلْحُبِّ لمَّا قِيلَ: إِنِّي مُوَدِّعُكْ
وَحَيَاتُنَا تَجْرِي بِعَكْسِ عَقَارِبِ السْـ***
سَاعَاتِ حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تَصْرَعُكْ
وَتَرَدَّدَتْ أَصْدَاءُ حِرْمَانٍ هُنَا***
وَهُنَاكَ شَجْوٌ مُعْلِنٌ: سَأُرَجِّعُكْ
وَالنَّفْسُ قَدْ ذَهَبَتْ شَعَاعًا حَسْرَةً***
إِذْ غَابَ عَنْهَا مُذْ زَمَانٍ مَطْلَعُكْ
كَـمْ تَاقَتِ الدُّنْيَا لِشَهْدِ وِصَالِنَا***
فَالْحُبُّ مَهْمَا قِيلَ عَنْهُ مَنْبَعُكْ
الدكتور حسن كمال محمد محمد..........................................
..........................................................................
.....................................................................
..........................................................
................................................
.......................................
...............................
.......................
...............
.........
....
..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق