الثلاثاء، 7 يناير 2020

عشرُ قصص قصيرة جداً بقلم الكاتبة العراقية القديرة الاستاذة {{ورود علي}}

‏( عشرُ قصص قصيرة جداً )
‏للكاتبة : ( ورود علي احمد )
العراق
١_ ‏( عن )
‏إنْفَعَلَ فجْأةً ..
‏بَدأَ يُحَطِّمُ كُلَّ ما تَبَقّى لَهُ مِنْ أحلام..
‏رَكَلَ بقَدَمَيهِ ذِكرى تِلْكَ الحَرب...
‏تَوَقَّفَ عَنِ الصُراخِ بسُقوطِ تِلْكَ الدَّ/عة ...
‏أَخَذَ عَصاهُ ...ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البيتِ ..يَبْتَسِمُ للمارَّة..
‏يَداهُ داخِلَ جيبَهُ ..
‏تَقْبِضانِ على الجوعِ ....!

‏2- (( على شَفا إنتِظار )
‏تَنَفَّسَ الصُبحُ...
‏عادَ الاطفالُ يُلِحُّونَ على والدتهم ..
‏من جديد...
‏هِيَ تَهْرُب... تُعِدُّ السَّاعات ... والخَطَواتْ ,... والعَثرات ...
‏تَصْرُخْ بِوَجهِ زَوجها...
‏_ كُلَّ هذا وانتَ مُمَدَّدٌ هُنا .؟؟.. لا تُحَرِّكُ ساكِناً ؟؟؟
‏قالتها ثُمَّ سَقّطَتْ دُموعَها ...
‏تُعانِقُ قَبرهُ ...!

‏3- (مائدة )
‏جَلَسَ على مائِدةِ الطعام في حديقته الفخمة ...
‏_ مريم ... مريم ..
‏أحضري الطعام بسرعة .. أصدقائي في الطريق الينا ...
‏رَنَّ الهاتِف ...
‏مَدَّ يَدَهُ ...
‏صوتُ منبه الساعة ...
‏(( وقتُ إحضار طعام سيِّدك )) !

‏4- (فنجان )
‏صوتُ منبّه الساعة ..
‏قهوة الصباح ...
‏تسقي حديقتها ... ثم ترتدي ثوبها الابيض وكعبها العالي..
‏صوت ضحكات من بعيد ..
‏صديقاتها...
‏جرس الباب ...
‏تختفي الضحكات والاحلام والذكريات ...
‏يَتَوَقَّفُ كرسيَّها المتحرك ...!

‏5 ( حياة )
‏وُلِدَ ...
‏لكنه لم يَعِشْ ..
‏كَتَبَ ... روايةً ثم أخرى عن الموت ..
‏مَشى على ثلاثٍ بسرعة البرقِ ..
‏حَقَّقّ مالَمْ يستَطِعْ كلكامش تحقيقه ُ ....!


‏6 (فِرْشاتُها )
‏امْسَكَتْ بالقَلَمْ وبدأتْ تَرْسُمْ ...
‏بَيْتٌ كبير ، أُمٌّ وأب ، إخوةٌ يُداعِبونَها ...
‏يقهقهون ...
‏_ مَيــــار ... مَيــــــــار ...
‏دَخَلوا غرفتها فجأةً ...
‏ضَمَّتْ أحلامها وهي ترتجف ...
‏_ أ لمْ تَسْمَعي ؟؟
‏مُديرة الملجأ تأمرك بغسلِ الصُّحون ...

‏7- ( كِتاب )
‏تَعارَفا في شارِعِ المُتنبي ..
‏_ الكُتبُ هُنا تُباعُ بأسعارٍ رَخيصة ..
‏سآخُذ المَزيد منَ الروايات  ..
‏_ نعم هذا صحيح .. يُعجبني انَّك من عُشَّاق الادب ...
‏إِسْمَح لي ان أُهديكَ 
‏( أحدب نوتردام ) ( مدام بوفاري ) ( زقاق المدق )
‏أخَذَ الكُتُب ثُمَّ مَضى بسُرعة 
‏فبائــــع الحلوى كانَ بانتظارِهِ !

‏8_ ( أُرجوحة )
‏بِصَمْتٍ حَذِر..
‏هَرَبَ مَعَ الاطفال ...
‏صَعَدَ على أُرجوحَةٍ تتقاذَفها نَسَماتُ الهواء ...
‏قادَ الأحصِنة ...
‏ضَحكاتَهُ ملأت المكان ..
‏طفلٌ يحملُ الحلوى ...
‏حِينَ هَمَّ بإكلِها ..
‏تّذَكَّرَ أنهُ نَسِيَ طقمَ أسنانِهِ في البيت ...!

‏9_ ( مُهَرِّجْ )
‏دَخَلَ المُهَرِّجُ بعاصِفَةٍ منَ الضّحك ..وهو يقفزُ هُنا وهُناك ...
‏صَفَّقَ لَهُ الجُّمهور بحرارة..
‏إلتَقَطَ قميص وَلده ..
‏أخَذَ يدورُ هُنا وهناك ...
‏تَعالَتِ الضَّحِكات في كُلِّ مكان ...
‏سَقَطَ ميِّتاً على المسرح .. وَقَفوا مُصَفِّقين ...
‏دونَ أنْ يرى أحدٌ عيناهُ من خَلْفِ القناع ...!


10- ( لوحة )


تَنَكَّرَ بزِيٍ ثانٍ
ناوَشَها قلماً ..
_أرسمي ماقَدَّمَهُ حبيبُكِ لكِ ..
نُقطةٌ سوداء في لوحةٍ بيضاء ؟
عَقَدَ حاجبيهِ مُتَعَجِّباً ..
رَفَعَ القِناع ..! 


( ورود علي )
 العراق / بابل

ليست هناك تعليقات: