الجمعة، 31 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{ريح الروح}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{سهى زهرالدين}}

(ريح الروح )

تأخذني الريح معها 
تتراكض تتراقص بفرح الحياة 
تغمر الحقول تتدلل بين البساتين 
تارة" أراها تنوح نادبة 
تارة" شقية ثائرة
في الخريف ترافق الاشجار في نحيبها 
في الشتاء تثور تمزق أشرعة المراكب 
فتثور معها الطبيعة الثكلى
في اقتراب الصيف تتوارى 
فتظن إنها اندثرت وماتت  
وجدت نفسي برفقة ريح مجنونة 
لا أسمعها لا تسمعني 
ترسم دوائر على وجه البحيرات وتمحيها
عندما تمرين على وجه فقير تتوحدين بآهاته 
أراك تغمرين اليتيم في لحظات انكساراته 
يا أيتها الريح كم تشبهين البشر 
لحظات نكون فيها بنشوة وفرح 
لحظات نندثر داخل ظلمات الحياة 
نتقوقع مثلك نرتحل معك 
لا شيء يحرك الأزهار في داخلنا سوى نسمة ريح عابرة..
لا شيء يوقظ الفجر من سباته سوى قرقعة ريح تلامس السديم عند مفترق الليل والنهار 
لا شيء يبث الدفء داخل قلوبنا سوى همسات ريح تتلو علينا صلوات الفجر 
يا أيتها الريح 
يا رفيقة الروح 
ما أجمل الترحال برفقتك 
ها هي روحي جابت الكون معك 
          هدأت    
                 عصفت 
                       سكنت
                                  ثارت 
توقفت نفضت عنها غبار الزمن 
عادت للجسد مملوءة بكل النعم 
رحلة عبور نحو حياة أخرى 
مزودها فرح 
عاشته روحي للحظات 
برفقة ريح لا تسمعني ولا أسمعها   .

      سهى زهرالدين   لبنان

ليست هناك تعليقات: