الاثنين، 13 يناير 2020

مقال تحت عنوان{{فلسفة مفروضة}} بقلم الكاتب العراقي القدير الاستاذ {{جاسم الشهواني}}

فلسفة مفروضة

لا أريد أن أكون فلسفيآ بحديثي
لكن الحياة تفرض علينا رتمها وفلسفتها
الخاصة بها .
مما يجعلنا نتقن الفلسفة لنلحق بركبها
لا أريد التشدق والتبغدد وفرض ذاتي
على الأخرين بالقوة بل بالإقناع والحرفية
في إدارة الحوار
قد .. أقول .. قد .. ؟ 
في محيطي هناك من يسمعني الكلام
الرقيق ويمتدحني ويثني علي ، لكنه بمجرد
أن يشعر بغيابي ينتقدني ويستهزء بحروفي
وهذا هو النفاق .. بحد ذاته
أنا لا أشبه الطاغوس ولست مغرورآ مثله
ينشر ريش ذيله ليتباها فيه أمام الأخرين
ولا فضل له في ذلك رب كريم تفضل عليه
فصوره بهذا الجمال 
أنا .. املك رصيدآ كونته بمجهودي لم أخلق
كاتب .
فيامن تتكلم عن الأخرين كن أفضل منهم وأثبت جدارتك 
عانينا ماعانيناه سهرنا ليالي طوال نقرأ
نحفظ ونتتعلم من تجارب الأخرين
قد يكون الظرف خدمتك وجلست على كرسي لاتمت لك بصلة ، ضحكت لك الدنيا وجادت عليك من فيض كرمها ، لكنك في
الحقيقة طبل أجوف فارغ المحتوى لاتنفع
وتضر غيرك .
هي دنيا وأسمها يدل عليها ( دنو ) .. ؟
لاتغتر فتندم ... !
كثيرين قبلك تبختروا وتمادوا وتشدقوا لكن دولابها دار عليهم وصحح مساره وأعتذر منهم ، هم بالفطرة أسياد ورايات ترفر على سارية العزة
يسير العزيز في صحراء رملها تحمله الريح معها أينما رحلت لايعرف المكوث والإستقرار .
لكن أذا مر العزيز عليه أحتفظ الرمال بأثر
أقدامه وأشارت الريح له بالبنان .
وأتحداك .. يامغرور ..؟
أن تسير على أرض تحفظ وقع أقدام من
سار عليها ، لن تجد لك أي أثر لوقع أقدامك
لأن لاثقل لك ومابين يديك هو رزق قسمه
رب العباد لافضل لك فيه .
إن زال ملك العزيز من بين يديه ، يبقى
عزيزآ مرفوع الرأس .
جذورنا غرسناها عميقآ بداخل تربتنا ، لن
تقتلعها ريح الخريف .
وتلك الواحة في صحراء النسيان ليست متاحة لعابر سبيل رحال .
هي تعرف أسيادها تزهر وتثمر وتروي ظما
نوق من حملته على ظهورها سيد للرجال
ستحوم فوق رأسك طيور تقتات على من
نفق وإستلقى على رمل الحقيقة .
لتجثم فوقه وتغرز مخالبها وتنهش بمناقيرها من تلك الأجساد المتعفة
النخل يعيش منتصبآ بشموخ ، ويموت منتصبآ بشموخ .

هي فلسفة الحياة .. ياسادة

                     فلسفة مفروضة

                                             الكاتب
                                      جاسم الشهواني
                                             العراق
                                     13 / 1 / 2020

ليست هناك تعليقات: