الجمعة، 17 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{ ليل وليلى }} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ {{جمعه عبد المنعم يونس}}

ليل ..وليلى 

.......( مهداه إلي روح الشهيدة العراقية  الفنانة التشكيلية ليلى العطار) ...

ليل ..كانت شفتاي يابسة ومشققة في هذا المساء...

وكل الحقائق حولي كانت كاذبة ..!

تحاصرني...

الكوابيس

كنت معرضا ً أن ألتقي الليلة

وكل ليلة  بلوركا (1)

غثيان يملأني...

 شعور مقيت وأنت أتخيل 

لحظة أعدام شاعر...

من يعيش إذا !

بعد أن تقتل البلابل...

اللصوص  وحاملي القنابل

يعبثون فى ليل المدينة الحالك

ورأسى يكاد أن ينفجر كقذيفة

صدئة سقطت منذ الحرب العالمية 

تقوس ليلي الحالك

وليل.. ليلي ...!

التي لم تكن تعلم ...

أنها على موعد هذه الليلة 

مع الشهادة ..

لم يخطر ببالها أن اللصوص

والغجر وحاملة الطائرات 

قد أشاعت بأزيرها الضوضاء

 في سماء المدينة 

أسدٌ باب حجرتي المثقوب بأوراق الجرائد

وتختلط الأشياء في ليلي الحالك بالكثير من الاكاذيب

وليل.. ليلى 

كيف أختارت تلك القذيفة الملعونة الصدئة 

عالمك السرمدي...

وانت تتأهبين بإعداد لوحاتك

لماذا تقتل الحروب الجمال ؟

وتقتل فينا الأبداع والآلهام ..؟

وتزرع الخوف في دروبنا ...

من يصنع الحروب غير السفاحين والمجرمين...

ليل ...ليلى

 لم تختار أبدا ً الحروب

ولا تعلم عنها شيئا ً

إذا ..

لماذا يعدم لوركا..؟

وتحترق ليلى(2) مع لوحاتها

وجادت بأنفاسها وأناملها الجود

وخلدت في سجل الأكرمين...

ترى من الذي تتقاذفه الأكاذيب غدا...!

ربما يكون مخطط لطمس الذاكرة العربية

وأحراقها 

ويقولن لنا كذبا وبهتانا 

قديفة طائشة..

كل شىء تم الاعداد له جيدا ..!

ليل ..

وأنا أتقيأ الأن مرا ً من كثرة الأكاذيب التي حولي

وأخطو متقوس كعلامة إسفهام كبير....؟ جدا ً

أبحث عن جواب ..!!

وأنا أسدُ باب حجرتي المثقوب بورق الجرائد الممتلئة

 بالبهتان...

..................

بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //

مصر العربية 5 أغسطس 1993

*اشارات *

(1) لوركا شاعر اسبانيا الذى اعدم رميا بالرصاص فوق جبال غرناطة اثناء الحرب الاهلية عام 1936

(2) ليلى العطار (1944 - 23 يونيو 1993) فنانة تشكيلية عراقية، عملت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث ومديراً عاماً لدائرة الفنون ومديرة مركز صدام للفنون وقاعة بغداد، وكانت عضو في نقابة وجمعية الفنانين العراقيين... توفيت عام 1993 متأثرة بغارة جوية أمريكية استهدفت منزلها الكائن في منطقةالمنصور بصاروخ أودى بحياتها هي وزوجها

ليست هناك تعليقات: