الأحد، 26 يناير 2020

مقال تحت عنوان{{نعيش التصحر الفكري}} بقلم الكاتبة العراقي القدير الاستاذ {{جاسم الشهواني}}

نعيش التصحر الفكري
*****************

إقرأ ولاتتذمر من طول المقاله .

لاحاجة لنا بعد اليوم لكتابة الشعر والنثر  والخواطر والقصة والراويه ولم نعد بحاجة
لنقرأ كتاب .
أعتقد لو بادروا بإغلاق المطابع وتحوليها لمقاهي أو كفتريات لتعاطي ( النركيله ) 
ونلعب الدومينا وورق البوكر والشطرنج 
الشعراء والكتاب والمفكرين والعلماء أعتقد الأفضل لهم أن يجدوا لهم فرص عمل أخرى ينتفع الناس فيها . 
اليوم نحن في عصر السرعة والمعلومة الجاهزه السريعه .
هي جاهزة على الدوام كمطعم السندويج مع خدمات التوصيل المجاني حتى لوكنا مستلقين على ظهورنا في سريرنا الدافء 
كل ذلك موجود ويمكننا أن نصل اليه من دون أي عنان يذكر .
لانحتاج لأن نقرأ ونحفظ ونعاني لنفهم
مضمون الكتاب .
إن أستعصى علينا فهموه الكوكل موجود
يبسط ويسهل الأمر علينا بكبسة زر .. !
وأن لم ندرك مبتغانا فيه شقيقه اليوتيوب
ليس ببعيد فديوهات صورة وصوت .. !
ولابئس ببعض الموسيقى التي تصاحب
التصفح لترتاح نفسيتنا .. !
هنا سؤال يفرض نفسه بقوة هذه التقنية كيف وصلت لنا لتوفر علينا الجهد والوقت . كيف جاء التطور من السماء جاء جاهز . 
أو قد يجوز هي كرم وفيض عطاء منحونا أياه أخواننا الجان رقت قلوبهم على البشر وجادوا علينا فيه .
تساؤلات يجب أن نجد لها الاجوبة كيف وصل لنا كل هذا .. ؟
السواد الأعظم لايقرأ ولم يقتني في حياته
كتاب ليطور الذات ويكون له رصيد .. ! 
لاعمل لنا غير الإستلقاء والحمد أجهزتنا بين أيدينا . وعلبة السجائر بقربنا وفنجان القهوة أو كوب الشاي . 
نستلقي على ظهورنا ونكبس على الأزرار وكل مانصبوا اليه سيحضر بين أيدينا بثوان .
هل يعقل .. نحن جميعآ نمتلك المصباح السحري .. ؟
لاياسادة كل هذا مخطط له بعناية كبيرة
قتل روح الإبداع وتعطيل الفكر النير وأن
نصاب بالشلل الفكري .. لنضعف ويسهل عليهم تسيرنا كيفما يشاؤون . 
ليتلاعبوا بمقدراتنا ومصيرنا ونحن لاحوله ولاقوة ولانملك غير .. سمعآ وطاعة يامولاي .. ؟
هذا هو مطلبهم وتلك هي غايتهم أن نفرح بالجاهز ونمنح عقولنا إجازة لأخر العمر لنعاني التصرح الفكري ونكون سعداء
بذلك الفراغ الموجود في جماجمنا ... !
شعوب تعيش على الهامش تأكل وتنام وكل اوقاتهم فراغ وأفراح وهذا أخطر أنواع الأستعمار .
حبنا جاهز ومشاعرنا وأحاسيسنا مزيفه وفقدنا الإنتماء لكل مسمياته الإنتماء الأسري والعقائدي والوطني وفقدنا الهويه وحتى الإنتماء للذات والجسد الذي يحتوي أرواحنا .
ناخذ منهم القشور ونترك له اللب يتنعمون فيه هم وشعوبهم 
ونحن نعيش التبعثر والتخلف والركود العاطفي والتشنج النفسي والامبالات لمستقبل أمة كاملة
 لافائدة تذكر من وجودنا على ظهرها .. ! إذا مرضنا هم من يصنعون لنا الدواء وهم من يصنعون السيارة والطائرة والسفينة والكهرباء والموبايل ... ألخ 
لم يعد القمر حلم من أحلامهم بل بات الكون الواسع ملعبهم .
ويهيئون أنفسهم لصنع أنسان ألي ليقوم بكل الأمور الحياة .
كل الارض نقبوا فيها وخبروا أدق تفاصيلها والسماء لم يخرقوها الابسلطان وهذا وعد ربي الرحمن .
تفننوا بالأبحاث وإخترعوا كل مايمكن أن يسهل الحياة ولم يبقى شئ الا وفعلوه .
من أين أتى كل هذا العلم هل من فراغ . 
لا ياساده ياكرام جاء من القراءة وطلب المعرفه ومتابعة علم الأولين لكل شعوب الأرض .
بحثوا وطور سهروا وقرؤ بكل عناية وبأدق التفاصيل ليبلغوا مابلغوه .
وقالوا .. لنا .. ؟
لاتهرقوا أنفسكم نحن قرأنا لأجدادكم وسنريحكم فلاتقلقوا .
نحن أصحاب العلم منذ بدء الخليقه وحتى رسالات السماء .. كانت كلها في أمتنا .
وكل الكتب السماوية والأنبياء أكدوا على القراءه وطلب العلم .
وهذا نبينا الكريم سيدنا ( محمد ) عليه أفضل الصلاة والسلام .
عندما هبط عليه جبريل لم يقل له ( أحفظ ) ( يامحمد ) .
بل قالى له ( أقرأ ) وهذا تأكيد على أهمية القراءه .
على مر العصور .. كان صاحب القلم الفكر
والقلم له مكانته المرموقة في محيطه لأن
مايتمتع فيه من إمكانية لايملكها عامة الناس . وهي ليست متاحة للجميع .
هي مغروسة فيه منذ ولادته ويطورها ويصقلها من خلال القراءة .
الجاهر لن يكون لك فيه فضل ولا أصاله .
القراءة ماتت ياساده وهذا واقعنا اليوم مع الاسف وأنا أعلم
لن يقرأ ماكتبت الا من رحم ربي .
وما أجمل ماينشر اليوم أحبك وتحبني ووووو .......... الخ
لاضير في الكتابة للحب ولكن لو كتبته أنت لكان أجمل وأصدق ويدخل القلب .
وأسفاه عليك يازماني بات صاحب القلم 
لتعلوا .. راية الأزرار .
كتب قيمتها كبيرة بماتحتوي نام عليها الغبار وعفى عنها الزمن .
هذا واقعنا مع الأسف . وأعتقد بأنه سيقال عني بأني رجعي أو أتفلسف .
لكن وجب علي التذكير . ( فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين ) .

                                             بقلم
                                     جاسم الشهواني
                                            العراق
                                     26 / 1 /2020

ليست هناك تعليقات: