الاثنين، 10 فبراير 2020

ج4 من قصة {{بين جدران الإدارة}} بقلم القاصة الجزائرية القديرة الأستاذة{{سامية جفال}}

بين   جدران  الإدارة  (الجزء  04)

أصبحت  الجدران  شاهد  عيان  لكل  مايدور  في الإدارة  من صراعات واصطدامات  بين ماهو حق وماهو واجب  بين  ما هو منطقي وماهو بديهي،  أصبحت  تعي أن العقول تختلف   ولا بد  من دراسة  الفعل  وردة  الفعل قبل  أي  حركة  وأحيانا  تتوقع  اللامتوقع .........  في  زحمة كل  هذه  التناقضات  تجد دائما  ما  يشد  الإنتباه ...... فبينما  أنا  منهمكة  في تصويب الأخطاء  و  تقويم  الاعوجاج  الساكن  في  عقول  بعض الأفراد  ،ومحاولة  فرض  طريقة  عمل  سلسة  ومجدية  تجد  أصوات تتعالى  رافضة  التغيير   حاملة  معول  الهدم  بدل  ريشة السلام    أصوات  تدعو  للخمول  والكسل   تدعو  لدفن كل  ماهو  مشرق  في  قبر الظلام  والنسيان ........
هنا  تدخل  فتاة  صغيرة بضفيرتها  الذهبية  ومئزرها  الوردي،  والفرحة  تشع من عينيها  كشعاع الشمس في  يوم جميل  حاملة  في  يديها  ورقة    و هي تقول   لي بصوت  ملائكي يكاد  لا يسمع:  سيدتي   المديرة  هذه هدية  مني لك ........... 
تعجبت  وأخذت الورقة  بعدما مسحت  بيدي على  راسها، وقلت  لها  اجلسي حتى  افتحها  لأرى  ما بداخلها ،  جلست  الفتاة  وهي  تراقبني  بعينيها  الجميلتين،   فتحتها  فوجدت  رسما  معبرا  جدا،    امراة  تحضن  فتاة  وفوقهما تحوم  فراشة  زاهية الالوان، وازهار كلها  ملونة باللون  الاحمر  وتحتها  عبارة ( الى  اجمل  مديرة  في العالم)

لا اخفي  شعوري ولا اخفي  دموعي في تلك  اللحظة  لدرجة اني لم   اتمالك  نفسي الا  والفتاة  بين  احضاني    وانا  اشكرها  واثني عليها  
 اخدت  رسمها  والصقته  في واجهة  الخزانة  الرقمية  وقلت  في  نفسي  هذا  هو  الكنز  الحقيقي  هذا  هو  هدفنا  في  هذه الحياة  ان  نكون  ربيعا  لمن  لا ربيع  له،  وزهرا  لمن  لا  حديقة  له  ،وفراشة تطير بعيدا  لتحقق  حلما  ربما  يرى  صاحبه  انه  لن  يحققه.....

بهذه  البراءة  تنسى  كل المتاعب  وتنصهر  كل  المعيقات  ولا  يبقى  الا  الطموح  والعمل  ولنتذكر  ان  بين الاشواك  يوجد الورد وبين الغمام  تسكن الشمس  ويسكن المطر..........وبين الصخور تنبعث الينابيع لتجعل كل شيئ حيا............(يتبع)

الأستاذة/سامية جفال
الجزائر

ليست هناك تعليقات: