الأربعاء، 19 فبراير 2020

نص نثري بعنوان {{مرّة أخرى}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{ غزوة يونس }}

مرّة أخرى
يرنّ هاتف الرّحيل
فاتأبّط الحقيبة
ثم ألوّح بيدي..
واذرف دمعة..وأدبر
كاذبة هي مشاهد الوداع
فشوارع الحبّ لولبيّة
دأب القلوب ان ترمق الحقائب
وتسخر..
ترى..ما سرّك أيّها الأسمر؟!
وما سرّ تعلّقي بك؟!
وكيف تختصر كلّ المسافات
بلمحة طيف
أو بلمحة حرف..وتحضر
لتأخذ بمجامع السّحب،
فتمطر..
إيّاك أن تقول:
السرّ في قلبي..فأغار
أو تخبئه عنّي فأحتار..
إيّاك أن تجيب بنظرة..
أو قصيدة..
أين لي التصبر لأصبر؟!
ما زلت أحفظ تواشيح المواساة
وأذكر..
الصبر يقتات على الحبّ
والعاشق يقرأ المعشوق
دون نقاط أو فواصل..ويقدر
وأنا..أعلم انّك قادم
علم اليقين
أعلم انّك تشتهي خبزاً ندياً
من اصابع الياسمين 
فلا تصدّق ذئب الغابة في رحلتك
فيؤول الطّريق أقصر
..أنا مذ تذوّقت طعم قبلتك
حرّمت على ثغري الثغور
أنا مذ لامست كفّك حنايا الروح
تملّكني الشعور.
كالسّحر أنت..تتلبسني
وعجوز الحبّ ماكرة
ألقت كلّ التّعاويذ في البئر
لتثأر..
ترى هل يجوز السّحر
في شريعة الحب؟!
أم ترانا نكفر..

غزوة يونس/ لبنان

ليست هناك تعليقات: