الجمعة، 14 فبراير 2020

نص نثري بعنوان {{وَمضةٌ خَضراء في جَحيمٍ بارد}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{ريم علاء محمد}}

ريم علاء محمد 
العراق 

**وَمضةٌ خَضراء في جَحيمٍ بارد**

سَرير مُريح ؛ وِسادة ؛وغِطاء مِن الديباجِ الدافئ
ضَوء خافت جداً يَنبعثُ مِن هاتفٍ مَحمول 
نُحدقُ فيهِ بتركيزٍ على مَدارِ ساعاتِ الليل المُملة 
نَترقبُ ؛ نَبحثُ عن ذَرةِ أوكسجين تَنتشلنا من الغَرقِ الذي يَجتاحُ مَشاعرنا البائسة 
كلمةٌ واحدةٌ أو ربما إشارة خَضراء مُضيئة تُعيد نَبض القَلب المُنهك 
الهُدوء ليس مَطلبنا دائماً فَبينَ الحين والأخر نَحتاجُ صَعقة كَهربائية تُوقظ فينا شيئاً أوشك على الفناءِ
فَحتى الليل المُوحش والأشد قَسوة يَتسلى بصوتِ عِواء الذِئاب ويَتسامر مَع الساهرين العاشقين الذين خَذلتهم الضُروف 
يَنصب لهم مَكائد الشَوق على أعتابِ ساعاته الأولى 
ويُعلق لهم حِبال المَشانق بأعناقهم الرَقيقة 
ويَتَمرجح بين لحظات الذِكريات 
وكلما مَروا بتجربةٍ جَميلةٍ شَد الحِبال بِكلتا يديه حد الإختناق والبكاء والترجي 
قد لا يبدو الأمر هكذا للجميعِ
لكن التَجربة خَير برهان 
فَرق كَبير بين أصحاب النار وأصحاب الجنة 
فأحدهم في نَعيمٍ والأخر في جَحيم

ليست هناك تعليقات: