السبت، 1 فبراير 2020

نص نثري بعنوان {{لسان الهذيان}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ {{قيس كريم}}

🎀 لسان الهذيان 🎀

انتظار رحلة إلى بلاد الريح
حين يستعصي الخيال حضور صورتك ؛ يكون السفر إلى عينيك واجب مشروع فاخترق الذاكرة وألحد الخيال وأؤمن بما ينجب القلم من ولادة الحديث عند عرشك ؛ اصل عند حدودك ؛ فتسأليني (من أنا) 
.............................................

أنا قصة الزمان 
مسافر وزادي الصّفير
كالراعي ...!!!
على كتفي كيس معلق بعصاة 
احمل تورية ؛ ورياح شرقيّة
وربيع السنوات 
الواح الملح اليابس ؛ ورماد 
وواحات الرمل العطشى 
تشققات الطين الطاهر والخباز 
لتلك القفار هدوء موحش 
تعيشه شجرة اللوز عندي 
وآناء المساء عندي 
صراخ يرج الحقل المهجور 
يتيمة جذوري تنوحها عشائر الزهور 
تأخذها على اغصانها المربتة 
وحيدة شجرة اللوز امام البيت المنهار 
يخرقه الريح الهائج بينهما شبه كبير 
من حزن الموسم 
وظهر مساء خاو ٍ 
وثوب الخريف العاري من ورق الكاردينا 
في ذاك الموسم ......
تختنق الريح في شارع بنت الباشا 
ويعطش ماء الجدول
والليل المرعب ؛ بات يخاف اللون الاسود 
المنذر بشلل الروح
كل شيء حزين ؛ حول شجرة اللوز 
حتى قلب الفراشة الابيض مكسور 
جنح يرف ؛ يرفرف مقصور
طرف الفراشة ِ يعلو ينظر ويدور 
حول اللوز ..... حول اللوز 
ولب اللوز 
غنت تنشد فيروز 
تمسح الدمعة من قطر الندى 
بردن الغيمة 
يسمعها قمراً في آخر دقائق (جانفي) 
فيصيح ازرق ياشباط 
ارحل ياشباط 
امضي ياشباط 
ان النوروز لآت ٍ 
وتلك الايام نداولها للناس 
يَخْضَّرّ البور 
كان الملح ايبس فيها اترابا
ترجع فَيّروُزُ تُغني ..
تدق الاجراس عندي ؛ وتغني
وآعجبي !!!
من ملامح وجهي 
ينهار وقاري 
وحتى صوابي مفقود 
يركض الشارع ويصيح
عاد السنونو ؛ عاد 
عاد السنونو ؛ عاد 
من نيسابور القديمة 
لكن الثوب عراق 
والجرح عراق 
والقرطاس الابيض اخرس !!!
من بحر وخليج 
من سهل والشطئآن 
من جبل والوديان 
متعب هذا اللون في شامة خدي الايمن 
لم يمحها الجلوس تحت المطر ساعات 
رغم هطول الثلج 
وجبيني ينضح عرقا
ورغم نثيث القطرا 
ارتمس الماء المغلي 
كوريقة من سدر الكافور 
تشتاقها القبور
وأكاد افقد وقاري ثانية 
فأضطج .....
وأصرخ بالضجيج 
ريح عابرة تحمل ذكراكا 
عابرة نحو شمالك
تمرُ بي كسنابل هزلى مقصوفة 
تقصصها المناجل 
كرصاص وابل 
تنقض فيها ظهر النخيل
وفسيل النخيل 
وسعف النخل
فأعود من جديد ؛ كَ سِلا النخيل
يصبغها التراب ؛ وترشق بالريح 
بتلات من زهر اللوز 
أحطها اسفاري
على صمت المنارة البيضاء
بريش غراب 
اسود داكن ؛ ونعاب .

قيس كريم
جمهورية العراق
٤/٢/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات: