أتذكرين يا أمّاه؟
حين كنت طفلةً شقيّة
أرسم بيتنا بالألوان
تحاوطه بيوت الجيران
كانت الشّمس تحمي سطوحنا
والقمر يحرس أبوابنا
وكانت الستائر شفّافة!
إذ لا نخشى الخطيّة..
اتذكرين؟
حين كانت الحياة نبيّا
تستقبلنا بوجهٍ منير
حديثها وحيٌ منزل
والروح ملائكيّة..
أتذكرين صوت الباعة في الطرقات
وبابور الحطب
وصوت بكائيَ المعسول
إذا رغبت بالّلعب
وبصّارة الحي الماهرة
وحكايات من عجب..
أبطالها فارس الفرسان
وأميرة الحسب
اوتذكرين؟..
ما أجمل الذكرى النديّة!
اليوم يا أمّاه
تتنكّر الحياة لي
بأثوابٍ جنّية..
وتتبدّل معالمها والصّور
كما تبدّل الريح بهجة الشجر
كما يجرف السّيل رقصة المطر
أيّ ريحٍ عصفت بكتابيَ
فأعدمت ملامحه التّقية..
أيّتها الحياة
يا لعبة الكبار
ومشيئة الأقدار
ما عادت فلسفتك
على الفهم عصيّة
فلقد أتقنت كلّ دروسك
بكلّ حواسي
من ألف الأنبياء
إلى ياء الأشقياء
وأتقنت أيضا..لغتك المخفيّة
فشحذت قلمي كسكّين
ونبتت لحروفي مخالب
لأعبث بك كما تستحقّين
او كما يعبث شاعرٌ بالكلمات
فتأتي قصيدة..
قويّةٌ وعنيدة..
في مدرسة الحياة
لا بدّ أن تتمثّل بالشعراء
لتتفوّق..بلمستك السحريّة
دون توريط قلبك.
ودون خسائر حيّة..
غزوة يونس/لبنان: 6/2/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق