العزيز
لم يكن يخطر في بالي أن يأتي يوم تتحدث فيه أمي عن ذكرى زواجها من أبي! حاولت قدر الإمكان استذكار المناسبة التي دعتها لذلك ،لكن ذاكرتي التي علا ماكنتها الصدأ خيبت آمالي! قالت أمي :
-كنت طفلة عندما تزوجني اباك، كانت العابي المصنوع أغلبها من القطن وخرق القماش المستعمل والفائض قد رافقت جهاز عرسي، لم يكن ثمة جمل يحمل جسدي النحيل في حينها، لكن أبوك فعل!. كتمت ضحكة قوية كادت أن تفلت مني ، لكن ملامح وجه أمي وهي تخفي فمها بطرف شالها منعني من ذلك، آه، أعرفها، حتما ستبكي الآن! رفعت وجهها، لمعت عيناها وهي تحدق في صورة أبي المعلقة، حاولت إخراجها مما هي فيه، قلت لها ضاحكا :
-لم أفهم ماهي علاقة أبي بالجمل، هل اشترى ابي واحدا لك! قاطعتني وهي تهز يدها، شعرت بأنها كانت تود أن تقول يالك من غبي! هكذا شعرت، قالت وهي تتحسر كما لو لم تفعل ذلك من قبل :
-لقد حملني على ظهره (أحمر وجهها وهي تقول ذلك )،اخبرتك كنت طفلة، راح يدور بي في الغرفة وهو يمشي على أربع، كنت أحمل بيدي بعض حلوى الحامض حلو، أما يدي الأخرى فكانت متشبثة بعنق اباك، هكذا. أمسكت بعنقي من الخلف وراحت تهز رقبتي، ثم بكت.
بقلم /رعد الإمارة /العراق
2/2/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق