قصة قصيرة..
الحياة
عرفتها صبية ناعمة ممشوقة القوام ..كعصفورة ترف بخفة ورشاقة ..روحها طافرة كوريقات خريفية تداعبها النسمات الشتوية ..أينما حلّت حلّ العيد ..
وكان النصيب قدراً أصفر لها ..ومفاجآت صاعقة راحت تعصف بها واحدة تلو الأخرى..وغيرة رجل قاتلة لا مبرر لها ولا معنى..وهي تلبس ثوب الاصطبار....خدودها الوردية تلاشى لونها..وذوى بريق عينيها...حتى عودها قد لوى..وتاهت الضحكات...
جلّ أوقاتها في رهق وشقاء..هذا الزوج لا يعجبه العجب ..ولا صيام رجب...
وطبعاً بحكم العادة والعرف والتقليد لا طاقة لها في الخلع والانفصال..ولكن..
لا بد من صرخة ..كانت مدفونة في عمق ذاتها..لطالما أوجعتها وقضّت مضجعها ..هذه الصخرة الجاثمة على صدرها ستغادر إلى غير رجعة هذه المرة..
قررت أن تخرج من قوقعتها ..
فحزمت أغراضها وقررت الرحيل ..غادرت مدينة الأشباح ..وعلى شفاهها أخذت تردد أغنية الحياة..كفراشة انطلقت بين الحقول..تريد الحياة..
تغريد الخليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق