كورونا .. العدو الخفي
بقلم/ حسن أحمد مكرم
بين ليلة و ضحاها أصبح العالم كله منشغل بقضية واحدة و عدو واحد يهدد البشرية جمعاء، عدو خفي ليس له شكل محدد يستطيع الإنسان تجنبه و الحذر منه، يصيب الآلاف من البشر، و يقتل المئات، لا يفرق بين غني و فقير ، و لا أسود و أبيض.
عدو أصاب العالم كله بالهلع و الخوف و الرعب، أجبر دولا متقدمة على إعلان حالة الطواريء في البلاد.
العالم كله يرتجف ، المطارات تعلق رحلاتها لدول العالم، الدول تغلق حدودها، و تمنع السفر منها و إليها.
الشوارع خالية - لأول مرة في التاريخ - في أغلب أنحاء العالم، وسائل المواصلات الداخلية توقفت، حتي صلوات الجماعة في المساجد توقفت بأمر رجال الدين، صلاة الجمعة عطلت في العالم الإسلامي، العمرة و زيارة بيت الله الحرام علقت، المسجد النبوي الشريف أغلق، المسجد الأقصي المبارك أغلق، الكنائس و دور عبادة الأقباط أغلقت، ما هذا الحادث الجلل الذي غير موازين العالم و أصاب البشرية جمعاء بالشلل و الإرتباك و التخبط؟
منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في دول العالم المختلفة يحذرون بشدة من هذا الفيروس المسمي ( كورونا ).
كل دول العالم الكبري و الصغري بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، الاتحاد الأوروبي، و الكثير من الدول العربية، الجميع يعلنون فرض الإجراءات الإحترازية في مواجهته.
عدو خفي لم تنفع معه أسلحة الدمار الشامل، و لا الجيوش القوية الفتاكة، حتي أصبح الأمان هو مطلب كل إنسان على هذه الأرض، و كأن الله - سبحانه و تعالي - يرسل رسائله إلي قادة هذا العالم أن الذي هزمكم وقضَ مضاجعكم فيروس ضعيف لا يري بالعين المجردة، و السبيل الوحيد لمجابهته و هزيمته هو إتحادكم و نسيان عنصريتكم و خلافاتكم.
و جعل جميع شعوب العالم يدركون أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يصبح و يمسي و هو معافي ، فهي نعمة لا يدركها إلا من يفتقدها - كاللاجئين و المشردين عن أوطانهم لأسباب يضيق المقام عن ذكرها - ( من أصبح منكم آمنا في سربه، معافي في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.) كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه.
فهل نتضرع إلى الله - سبحانه و تعالى - جميعا بالدعاء و الرجاء أن يرفع عن مصرنا الحبيبة و عن العالم الإسلامي، بل عن العالم أجمع هذا الوباء الشديد، فالله سبحانه قادر علي كل شيء ( و هو القاهر فوق عباده، و هو الحكيم الخبير ) الأنعام - 18
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، و تحول عافيتك، و فجأة نقمتك، و جميع سخطك.
بقلم/
الكاتب المصري
حســـن أحمـــــد مكــــــرم
عضو مجلس إدارة نادي العرب للثقافة و اللغة و الأدب ( ACCLL )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق