الثلاثاء، 17 مارس 2020

مجموعة قصص قصيرة بعنوان {{عالم الكورونا}} بقلم القاص العراقي القدير الأستاذ{{رعد الإمارة}}

عالم الكورونا 

1 (فوبيا)  قالت له زوجته وهي تحاول الأستلقاء على صدره :
-حبيبي أنا زعلانة منك، حالك لاتعجبني، لم تعد تعبث بشعري كما في الأيام الماضية! حتى أنك لم تعد تناديني بالعصفورة. لم ينبس بحرف، ارتد برأسه للخلف، مس عنقه شعرها، كادت عيناه أن تبرزا من محجريهما، حاول الجلوس لكن ثقل جسدها البض منعه،قال وهو يلهث :
-الم تكوني عند اهلك! أعني أنك مكثت هناك يومان، سمعتك تسعلين قبل قليل في المطبخ. انتفظت فجأة واعتدلت في جلستها،صعقته بنظراتها النارية، أخذ صدرها يعلو ويهبط، نهضت على قدميها، قبل أن تخرج التفتت نحوه ،وهي تهز رأسها بأسف أنثوي شديد!. 

2 (هروب) كان قد أتخذ مكانه بقرب السائق، راح الأخير يحدق فيه قبل أن يطلق العنان للحافلة، قال له :
-ثمة أماكن  فارغة في الخلف. أجابه وهو يبتسم بسخرية :
-لا هنا أفضل، أريد أن أكون أقرب إلى باب النزول. رفع السائق حاجبيه! فقال هذا :
-لاتستغرب ياعزيزي، نحن نعيش في زمن العطسة، إنها كصفارة الإنذار، ما أن اسمعها حتى أطلق لساقي العنان. 

3(عقاب)  كان يقف في باب المطبخ، لم تنتبه لوجوده خلفها، راح يراقبها بذهول! وضعت اصبعها السبابة في فمها، بللته من لعابها ثم راحت تحرك به قدح الشاي! سمعته يشهق، إستدارت وهي تنظر له بحقد، قالت :
-كنت أعرف بأنك تخونني منذ فترة طويلة، فكرت بأن أفضل الطرق لقتلك والثأر لكرامتي هو بهذه الوسيلة، ياعزيزي الحلو أنا مصابة بالداء الذي تعرفه، أنك تضحك إذن! تظن بأنك كشفت خطتي! غبي،حركة الإصبع هذه إحتياط فحسب!  لاتنسى إنك قبلتني قبل قليل،آه ما اعذبها قبلتك الطويلة، طعمها مازال في فمي. 

4 (الحب الحقيقي)  بعد منتصف الليل استيقظت مرعوبة، التفتت صوبه، كان يئن، وضعت يدها على جبينه،إنه ساخن! راح قلبها يدق بسرعة، هل هذه علامات المرض إذن! هل وصل هذا الداء الخبيث إلى زوجها وحبيبها الأوحد! طفرت الدموع من عينيها، أخذت تهمس يا إلهي يا إلهي، فتح عينيه بصعوبة، حاول ان يبتسم وهو يراها تحدق فيه بعينين دامعتين، تمتم بصعوبة :
-أنا آسف، لا أعرف إن كان هو الفايروس الذي يتحدثون عنه، أظن حان الوقت لتغادري بسرعة، سامحيني حبيبتي لا أدري كيف أنتقل الي. احتضنته بقوة، حاول أن يبعد جسدها الملتصق به، سمعها تهمس بصوت غريب لكنه حاسم :
-معا لآخر مدى. 

بقلم /رعد الإمارة /العراق 

16/3/2020

ليست هناك تعليقات: