الأحد، 15 مارس 2020

خاطرة بعنوان {{حديث الكورونا}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{يسري الشرقاوي}}

🌹حديث الكورونا🕸 
حَدَّثَتْنِي الكورونا وَحَدَّثَتْهَا وَسَأَلَتْهَا آيَتِهَا الجُرْثُومَة الْمَلْعُونَة كَيْف اتيتي إلَيْنَا مدمرا ؟ . 
قَالَتْ لِي أَنَا جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ سَلَّطَنِي عَلَيْك وَعَلَى أَمْثَالَك مِنْ الْبَشَرِ بِحُكْمِه تَتَّعِظ لَهَا قُلُوبًا . 
وترتهب بِهَا أَفْئِدَة حَتَّى تَعُودَ لِرَبِّهَا وَلَا أَكُونُ عَلَيْهِم سَلِيطًا بِقُوَّةٍ وَلَا سيطا . 
فَقُلْتُ لَهَا وَلِمَا يَكُونَ كُلُّ هَذَا فَضَحِكَت وَقَالَتْ لَا تَخَافُ مَادَام وَصَلَك بِاَللَّه مَمْدُودًا . 
فَأَنَا عَذَابٌ لِلْبَعْض وَرَحْمَة لِلْبَعْض فَقُلْتُ كَيْفَ يَكُونُ هَذَا مَعْقُولًا ؟ . 
أَيَكُون الْعَذَاب رَحِمَه ؟ . . وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ . . قَالَتْ مَنْ تَابَ وَأَنَاب كُنْتُ لَهُ رَحِمَهُ وَهَدْيًا . 
وَمَنْ لَمْ يَعْتَصِم بِاَللَّه كُنْتُ لَهُ عَذَابًا وَالْبَعْض أَكُون لَهُ رَحِمَهُ ولذنوبه غُفْرَانًا . 
فَقُلْتُ لَهَا وَلِمَا كُلُّ ذَلِكَ ؟ . . قَالَت تَفَشَّى الظُّلْم بَيْنَ الْبَشَرِ وطغت الْقُلُوب وَمِنْهُمْ مَنْ أَصْبَحَ حَجَرًا . 
وتهاوت الدُّنْيَا عَلَى الْبَشَرِ وَأَصْبَح الْغَدْر فِي قُلُوبِهِمْ يُعْتَصَر وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ مِنْهَا مِنْ انْفَصَل وَالظَّالِم أَصْبَح بَطَلَا . 
وَدُمُوع الْيَتَامَى بَيْن عينانا أَصْبَحْت نَهْر واقصانا تَرَكْنَاه وَسِيرَتِه بَاتَت نُكُرًا . 
وَرُبَّمَا سَمِعْنَا عَنْ بَعْضِ الْبَشَرِ مِنْ جِلْدَتِكُم تَحَرَّق وتغتصب وَلَمْ يَتَحَرَّكْ فِيكُم نَبْضا . 
وَأَصْبَح الْغَدْر لُغَة الْبَشَر فَمَنَع الْخَيْر عَنْكُم مَعْشَر الْبَشَر وتحاوطت شعائركم وَأَصْبَح إنْذَار وخطرا . 
وحرمتوا الْعِلْمُ بَيْنَ أَبْنَاؤُكُم وَهَذَا قَدْر فلتخافوا مِنْ مَا هُوَ أُتِي واسئلوا اللَّهُ أَنْ يَصْرِفَ عَنْكُمْ شَرّ الْقَدْرُ وَهَذَا يُرْتَجَى . 
وحرمتوا السَّائِل وَالْمِسْكِين عَطَايَا اللَّه الْقَدِير فانزلني عَلَيْكُم هَادِيًا وَلِبَعْض الْبَشَر نَذِيرًا . 
وَأَصْبَحَت الرحائم بَيْنَكُم شاشات ونسيتم كَلَامِ سَيِّدِ الْبَشَرِ واستبحتم سَلَام الْمَرْأَةِ لِلرَّجُلِ وَهَا قَدْ انْفَصَلَا . 
وَالرُّعْب مِنِّي يحتويكم إلَّا مِنْ رَحِمَ رَبِّي وَسَلَّمَ لِلَّهِ فَعَل الْقَدْر فَكَان بِإِيمَانِه وَأَخَذَه بِالْأَسْبَاب مُؤْمِنًا . 
فَتَرَكَت الْحَدِيثِ مَعَهَا حَتَّى احاور بَعْض الْبَشَر لَعَلّ بِي يَرْجِعُوا ويتوبوا وَيُغَيِّر اللَّهُ لَهُمْ قَدْرًا . 
بقلمي 
يَسْرِي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات: