الثلاثاء، 17 مارس 2020

قصيدة {{سلمى}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{خالد الحسين}}

سلمى

لأنتِ الدّاءُ سلمى والدّواءُ
وأنتِ الصّبحُ عندي والمساءُ 

فبئرُكِ   ماؤُهُ  ثَرٌّ       ولكنْ
مُثقَّبَةٌ    أسافلُها      الدّلاءُ

تفتّقتِ اللواعجُ في فؤادي 
شُجُوناً قد تأبّطَها الرّجاءُ 

يشدُّ ذراعيَ اليمنى ربيعٌ 
ويسحبُني مِنَ اليسرى شتاءُ

ويلثمُني على خدّ    نعيمٌ
ويصفعُني على الثّاني  شقاءُ

وتقذفُني رياحُ الشّوقِ طوراً 
وطوراً ليس يعتقُني الجفاءُ

فأحسبُ   أنّني منها   قريبٌ 
وأنّ  البعدَ  ممشاهُ     انتهاءُ  

فأمشي ثم أمشي ثم أمشي 
فيهزأ   من   تجشُّميَ  اللقاءُ

أراني  في هواها  مثلَ أرضٍ 
وكم بَعُدَت عنِ الأرضِ السّماءُ

نهاري مثل من في البيد يمشي 
وليلي سرمدٌ  صخرٌ     خواءُ

أنادي   يا سليمى    كلَّ حينٍ
فيخمُدُ   قبلَ مَسمعِها النّداءُ

أتحسبُ قالَها رملُ الصّحارى 
بأنَّ سرابيَ  الخدّاعَ    ماءُ 

خالد الحسين

ليست هناك تعليقات: