الاثنين، 6 أبريل 2020

ج2 من قصة {{موعد رتبته الأقدار}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}

موعد
رتبته الأقدار

الجزء الثاني

إستمر الحال على ماهو عليه ، حوار شيق طرح راقي للمواضيع تبادل أراء رقي في كل شيء إحترام متبادل .
تناقشوا في كل المجالات
الشعر النثر القصة والرواية والحياة بشكل عام تحدثوا عن تجاربهم القاسية
كان الكثير من القواسم المشتركة حاضرة .
حاولو إ يجاد الحلول الناجعة .. ؟
كان التقارب الفكري موجود حتى في
الذوق كنوعية الطعام المفضل واللون  وغيرها من هذه التفاصيل .
كانت السيدة ذكية للغاية وتمكنت من إحتواء الطفل القابع بداخل محمد النرجسي
الطباع .
هي معادلة الحياة .. ؟
كالمغناطيس .. !
سالب مع سالب يتنافران
وموجب مع موجب يتنافران
كان هو النار وهي الماء العذب السلسبيل الزلال .. ؟
بجنونه وحرارة ناره يبخر مائها ليرتقي للسماء ليشكل الغمام فيرسل غيثه ليروي حقول الأمل .
تعلق فؤاده بالسيدة الحلم 
هي تمثل له بصيص الأمل في نهاية ذلك النفق المظلم .
وفي الحقيقة .. ؟
هي أخر فرصة له ليشعر بنبضه كإنسان له مشاعر وأحاسيس .
عشقها بجنون وقرر أن يصارحها ليشعر بالإرتياح نار عشقها تستعر بداخله .
إتخذ القرار وحدد موعد التنفيذ في لحظته هو مندفع كالعادة .
راسلها وطلب منها أن يكلمها لأمر ضروري .
كانت السيدة منشغلة بأمور أسرتها .
لأنها هي الأم والأب لهم بعد أن إنفصلت عن زوجها .
ونتيجة الضغط الذي مارسه عليها ولأنها تفهمه وافقت على إجراء المكالمة .
كان الوقت غير ملائم للطرفين لكنه مجنون ومتهور .
طلبت منه خمس دقائق لتتمكن من محادثته .
بعد خمس دقائق 
أتصل بها كانت مرتبكة لأنها بين أفراد أسرتها 
قالت هات ماعندك بسرعة .. ؟
قال لها ... أنا أحبك .. ؟
سادت لحظة صمت .. ؟
لكن حديثآ طويلآ تبادلته القلوب .
وبعد دقيقة من ذلك الصمت .
تنهدت السيدة عميقآ
وقالت أنت مجنون .. ؟
لكنني أبادلك نفس الشعور 
أذهب ونم قرير العين ولنا في الغد حديث طويل .
إستأذنته وأنهت المكالمة ذهل الرجل مماسعته أذنيه .
جن جنون الرجل المجنون أصلآ .. ؟
ألقى هاتفه على الأريكة 
تبعثر وتعثر وتلعثم وتعرق جبينه وفاضت
عيناه دمعا .
وسأل نفسه .. ؟
هل أنا أحلم أم هي حقيقة .. !
فتح نافذته ليخاطب القمر ويشهده على حبه لها .
لم ينم ليلته تلك وكان ممسكآ بجواله بين يديه بشغف كبير .
كان ينظر لتلك النقطة الخضراء لتؤكد بأنها موجودة على الشبكة ليحدثها .
لكن تلك النقطة .. ؟
كانت أشد عناد منه وأكثر جنونآ منه .. !
أنتظرها طوال الليل لتضيئ .. !
لاشيء يؤكد إتصالها بالشبكة .. !
صب جل غضبه على الجوال وعلى الإشارة لكن الوضع إستمر على ماهو عليه .
بلغ ذروة غضبه .. ؟
راودته فكرة أكثر جنون منه .. ؟
أن يسافر لها في هذه الليلة .. !
كانت هي من سكنت العاصمة بغداد 
وهو يقطن في مدينة شمالية 
لكنه إستعاذ بالله 
وصلى الفجر .. حاضر
ليغفو وتغفو معه أحلامه وأماله على 
وسادة الأماني
ليغرق ببحر الأحلام مع من هام بحبها وسينتظر الصباح الأمل بعد طول عناء .
إستيقظ متأخرآ ليسرع للجوال .. ؟
كاد قلبه يتوقف .. ؟
كانت قد أرسلت له تحية الصباح قبل ساعات . وطلبت منه أن يكتب ويبدع
وأن لايكون خامل .
بالفعل قام بكل ذلك وأكثر وبسعادة منقطعة النظير .
أستمر التواصل بينهما ، وإستطاع بذكائها
وإسلوبها أن تزرع  بداخله حب الحياة
وغيرت نظرته السوداوية لها .
كان يوم يمر على علاقتهم تتأصل وتتجذر وغاصت عميقآ بداخله .
بات الرجل مكشوفآ أمامها وكأنه كتاب تقرأه . 
قبل أن يتفوه بأي كلمة تفهم مايريد . هذا
الأمر جعله يتشبث فيها أكثر .
منحته كل شيء وكانت له كل شيء
الحبيبة والصديقة والحظن الدافئ والصدر
الحنون .
بعد عدت أيام ظرف السيدة كانت صعبة
تعاني من بعض المشاكل الأسرية مما منعها
من التواصل معه .
هذا الأمر جعل منه قنبلة مؤقتة وتحتاج
لأصغر شرارة لتولد الإنفجار الكبير .
كتبت بعض من الكلمات ونشرتها .. ؟
تعاتب فيها الدهر وتلعن حظها العاثر 
تلك الكلمات .. ؟
كانت الشرارة وحدث الإنفجار الكبير .. 

                            يتبع

                           موعد
                      رتبته الأقدار

                                            بقلم
                                    جاسم الشهواني
                                           العراق

ليست هناك تعليقات: