أعتذر يا سوق عكاظ
جئت ببضاعتي ولم أجد
لبضاعتي من يشتريها
ربما بضاعتي متواضعة
ورأيتم أن لا قيمه فيها
حملتها لسوق الجاهلية
لعلي أجد أبا لهب
يشب النار فيها
فلا أندم من حرقها
ولا أقول شيئاً فيها
سأكتب في تمجيدهم
واعلموا اصنام لعلها تزكيها
إن كنت في سوق الأدب
أكتب قوافيها
والناس لاهي لاتعرف مصافيها
غداً في سوق النخاسَ
وبعده في سوق الرقيق أهديها
فاتنات جميلات ترتمي فيها
أشكر حسنهن فتبتسم معانيها
لا جدوى في سوق عكاظ
ولم أجد من يعنيها
هناك أبا سفيان
في كل تجاره يشريها
مع القوافل تحمل
لبلدان العالم هو يزكيها
ماجنيت من سوقكم
غير التراب صب صافيها
خلف ظهوركم وميتموها
ولا همكم من يعيش عليها
عذراً يا عكاظ إن لم تشترى
بضاعتي في كم بالغالي يشريها
لولا إختلاف الأذواق لدقة قوافيها
حروفها من ذهب فليس لفحام طاريها
دعوا الجواهر للملوك وضلوا عبيداً فيها
لا تعلموا مسارها ولا كيف نطريها
هي الأقلام كالسيف البيداء لن تثنيها
سأجلس في الطرقات يا قريش
هل ترون العرب تاهت بما فيها
تدهورت أحوالهم صاروا عجم
لا مشكات ولا نور تعتليها
ظلمة الظلام خيمة بأسماعها
غير الطرب لم تجد أساميها
كم وكم كاتب إعتلى منبره
بذهب اللب صاغ وأجاد حليها
من النفائس في الأعماق بانيها
كلمات مزجات تغنت بأواعيها
فمن ياترى يدرك السطور وما فيها
أعلام كتبت آلاف الأبيات
ماتوا وبعد الموت مجدوا تاليها
يا حسرة مال هؤلاء القوم كم جهلوا
لم يعطوا لمن صاغها غير تجافيها
إعلموا إن القلم يشرى
والعلم تاج لكل عاقل يعتليها
مرحى زمن الجاهلية عاد
وسوق لبضاعة مهمله تاليها
هي بنات أفكارنا ليس للكل نعطيها
هي للتاريخ تبني وتوثق مجاريها
تنقل الواقع بما فيه تحاكيه
ترسم صورة للوفاء وكم تفانيها
شقت كالسيف أسطر ها
وآلاف الخيول تجري بالجيوش
محاربتاً للجهل تكفكف ما عليها
غبار الزمن أرسى سفينته
على شواطئ القراصنة ترسيها
هي الكلمات لا يوجد أثمن منها
كل السماوات كتب والقرآن حاديها
من لم يعي لست بهمه
إني كتبت بضاعتي لعلي أجد من تعتنيها
هل ليس بالمال تهدى
هي لمن يعلم ماكتب فيها
صاحب ذوق وملك في نفسه
يطرب حين تقرأ قوافيها
بقلم موسى العقرب
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق