الثلاثاء، 14 أبريل 2020

ج4 من قصة {{الضيعة المنسية}} بقلم القاص الجزائري القدير الأستاذ{{حركاتي لعمامرة}}

# الضيعة المنسية   4/ خبزة رغيف حاف

أومأت خديجة -وهي التي تظل تطوف الحقول باحثة عن بصيص أمل يضيء حياتها -
إلى النًسوة وهن منهمكات في تحضير محصول الفريك الذي سيتصادف مع بداية الشهر الكريم هذا العام وكأنًها تحذرهن من قدوم عاصفة هوجاء مصحوبة بأمطار غزيرة ،فتوقفت النًساء عن العمل بعد قدوم الغيوم الرمادية رغم انً النًهار لم ينتصف بعد ،فالتجأن إلى مخازن الحبوب الخاوية للإحتماء.
كان ضجيج النًسوة وهن داخل المخزن يثير حفيظة بشير السًائق المكلف بتوصيلهن إلى بيوتهن بالمدينة ليصرخ في وجههن : كفى ضجيجا ! رأسي تؤلمني من فضلكن ! ولتستعد كل واحدة منكن للعودة بعدما تهدأ العاصفة بعد تناول وجبة الغداء ،قال بشير كلماته ثم ركب مقصورة الشاحنة لينام قليلا، وماإن وضع رأسه على مخدته حتى حلًت عاصفة هؤجاء تحمل الأتربة وإرتفع ثغاء الخراف ونباح الكلاب وخوار الأبقار كانت العاصفة تنقل السًنابل المجمعة لتشتتها والنسوة كدن أن ينفطرن من شدًة الخوف على مصير بيوتهن الهشة وأبنائهن الذين هم في رعاية اللًه ...
كانت خديجة توزع قطع الخبز مع قطعتي جبن و برتقالة لكل واحدة من النًساء وكأنًها في مطعم مدرسي ، وحينها بدأت العاصفة تهدأ شيئا فشيئا لينزل بشير من الشاحنة متفقدا حالها  وهو ينفض الغبار عنها وعن وجهه وكأنه كان يصارع الريح ثم بدأ بمناداة العاملات للصعود إلى الشاحنة لإيصالهن والعودة من جديد إلى ضيعة حسًان ليتفقد كل شيء  قبل أن يعود حسًان و يصب عليه غضبه ،كان يوما شؤما من أوله
هكذا قالت خديجة وهي تجمع البقايا المتناثرة هنا وهناك لتعود الى المطبخ الخاص بالعاملات لترتبه من جديد تحضيرا ليوم متعب وشاق وربما يعود صاحب الضيعة رفقة عائلته من زيارة عائلية فيزداد الأمر تعقيدا...
هكذا كان الجميع يسعى كلً من جهته ليضمن قطعة رغيف يسد بها رمقه ورمق أبنائه ،فالجوع كما كان يقول جدي : كافر لايرحم أحدا...

حركاتي لعمامرة   الجزائر13 افريل 2020

ليست هناك تعليقات: