الأحد، 5 أبريل 2020

نص نثري بعنوان {{ملائكة الربيع وإبليس الخريف}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{دنيا العبادي}}

#دنيا_العبادي
العراق_بغداد

🔴ملائكة الربيع وإبليس الخريف
أحدثكم عن ملحمة من ملاحم الزهر وذبول الأوراق :
الربيع له روح يتنفس بجماله ويتألق بأحساسه 
له عيون نَظِرة لامعةً في شغف ، يحب ان ينمو بأزهاره واغصانه الطرية وقطراته الندية وشذاه الفواح 
ف له قلب يحمل كل الحب
له سلطانه وزهوة قوس قزح ،
عندما يتنفس الصبح 
يقول هذا حبي وَيأفل الصبح
وعندما تشرق الشمس 
يقول هذه عشقي فتأفل الشمسِ في عسعسها
ويسدل المساء إسداله
ويقول هذا الشغف شغفي فيأفل المساء
ويضيءالقمر
لينير دروب العاشقين
فيأفل القمر
 فهو لايعرف من يحب لكثرة مشاعره الجواشة ، 
كان يعمل الليل بالنهار منشغلاً ويسير مثل الملائكة وهو لا يعي ان ابليس الخريف يراقبه ويكيد له كيداً
لغيرته وحسده لجمال ونقاء هذا الربيع ، 
فقتله مثلما قتل قابيلاً أخاه هابيلا ؛ولن يواري سوءةأخيه
تنـدمَ الخريف بعد ان اصفرت وذبلت فيه الاوراق ، 
واذا بالربيع يشرق بعنفوانه وأحلامه 
ويبحث عن عشقه في كل ارجاء الارض 
واذا بدقاتٍ تخفق متسارعة بعد ان أعياها الخريف 
فقال لها :
وَيّ كأن ايّام العمر تستحيي ان ترسم فوق وجنتيكِ خارطتها ؛ 
وكأنك تقهرين الايام بعنفوانك.......
لازلت ِ أنت ِ والجمال تتصارعان من اجل البقاء...
وقالت له :
ايها الخريف ؛
قتلت ربيعي وصِبايَّ ؛ وانا ابنت العاشرة من سنوني
تَّوَهْتّنّيِ بمتاهة الحروب والهجرة
فأنا لن اسامحك على التيهان من فصلي
أخذت مني كل بهجتي
حتى الصعداء التي كانت تنفسي
زهدتُ من كثرة المستحيل
وشختُ العشرين بفكري
وتأتي الان لتطلب مني العفو والسماح 
لم أكٌ تلك التي غابت في الجب
فأخذت قلمي ليعبر عني
بمداد الذبول واصفرار الأوراق .

ليست هناك تعليقات: