الأربعاء، 1 أبريل 2020

قصيدة {{فجر المحبَّة}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{آزاد حمكي}}

فجر المحبَّة
............

في أقاصي هذا الكون بلغ المَّجد ذروته ونال الكِّبر  مبتغاه .

باتت الإنسانية على المِّحك ، كلٌّ ينادي بها  ويمتطي صهوتها لبلوغ هواه .

الكَّون قد غدا قريةً وزالت كل المسافات ،  واللَّيل في فلكٍ يدور والنُّور يسأل عن الحضور ، أين ذاك الحبُّ منَّا وأين هي تلك النُّذور .

في أقاصي الزمان هناك حيث تكوَّرت الأحلام ولملمت شتاتها الأماني دون سابق إنذار ، وُلد من رحم المعاناة أملٌ يعاند السماء ، وأشرقت من خلف التِّلال شمسٌ من نورها تبعثر الظّلام ، إنَّه فجر المحبَّة يبزغ وإن طال الظّلام.

في أقاصي العُّمر طفلٌ لم يزل فينا وليد ، تارةً يلهو ويضحك ويبكي إن ضلَّ الطريق ، وتارةً للحبِّ أحوج إن غدا دون رفيق .

جائرٌ حكم الزَّمان ، يسرق منَّا الأماني ، يقتل الحُّلم الجميل .

منصفٌ حلم الفقير ، فيه أشواقٌ وذكرى ، فيه حبٌ وحنين .

قد غدا القلب جريحٌ ، نزفه فينا مقيم ، ثكلى باتت الليالي تنظر الفَّجر المغير ، بعدما اغتيلت أماني بيد الهَّجر الأليم .

في أقاصي القلب نبضٌ يخفق يأبى الأفول ، دائم النَّزف يعاني هجر خلٍّ وحبيب ، هل تراه يحظى يوماً باللِّقاء ويطيب...؟!
أم تراه ينسى حباً أم تراه يستقيل...؟!
أم يداوي جرح قلبٍ بهوىً وحبٍ جديد....؟!

في أقاصي اللَّيل نجمٌ ساهرٌ يهوى السّكون ، يجمع الأحلام يُحصي الأماني والنُّذور ، يسرق الأحزان منَّا ويزرع فينا السرور ، يقطف بوح اللَّيالي من أنينٍ وهموم ، ينثر النُّور ينادي أهل العِّشق والشُّجون ، إنَّ في اللَّيل حياةٌ لكل من ضلَّ السبيل .

في أقاصي الصَّمت صوتٌ صارخٌ فيه يقول: 
إنَّ في الصَّمت بلاغاً وبياناً وشعور ، ينطق دونما بوحٍ
يُفشي أسرار القلوب ، ساكنة فيه الملامح وتُظلُّه الغيوم ، هادىءٌ كالبَّحر يبدو فيه أسرار الشعوب .

في أقاصي الشِّعر بيتٌ بحره نارٌ ونور ، وزنه في النَّحو فاق كل أوزان البحور ، شطره الأوَّل هجرٌ وشطره الثاني نور
ياهاجري في الحبِّ رفقاً
                                ألهب الشَّوق الصدور
حال قلبي في...... هواكَ
                               يرتجي منك..الحضور
أقبل إليَّ ......... بشوقٍ
                              وأحيِّ نبضاً في ضمور

في أقاصي الذِّكرى يومٌ فيه أحيا وأكون ، كلَّما مرَّ عليَّ بدِّل العتمة نور ، فيه عقارب ساعة تلسع وتُدمي القلوب ، فيه أيَّام الطفولة فيه أصحابٌ وروح ، فيه أنتِ والهوى قصَّةٌ تأبى الأفول .

في أقاصي الحبِّ كنَّا ولم نزل نهوى الجمال ، نُبصر الحُّسن فنغدوا كحمامات السلام ، نرفع الرَّايات طوعاً في الأعالي والقِّمم ، ننثر الحبَّ رذاذاً ترتوي منها الهِّمم ، نُنشد للسِّلم لحناً فيه نلقى المبتغى ، نوصد أبواب حقدٍ ونفتح للحبِّ باب 

يافؤادي لاتسل من جفا وأطفأ النُّور ، إنها فوضى الحياة وكلنا فيها حضور ، تسرق الفرحة منَّا وتترك فينا النُّدوب ، لن يدوم الحُّزن يوماً فنحن صُنَّاع الحياة ، فإن بدا اللَّيل طويلٌ فالغَّد بالفجر آت.

.....#آزاد حمكي

ليست هناك تعليقات: