متى نشُعر ومتى لا نشُعر؟؟؟؟
بقلم/ أمل محمد ياسر
سورية/ دمشق
لِمَ بعض الأشياء تلفت نظرنا بشدة بشدة؟ لِمَ نفُكر بشكل غير معقول ببعض الناس؟ لم بعض الأمور قد تُرافقنا وتصبح عقد داخلية تتنازع معها الروح؟ لِمَ نشُعر ونستشعر هذه الأمور بشدة وتغُلب علينا شقوتنا بها ولِمَ قد نتهكم بهذه الأمور ولا نبالي بها بتاتاً؟ وهل هذه الأمور تتملكنا حقاً؟ وكيف لنا بطرق العلاج والتخلص من هذه المشاعر التي تتكبل بهواجسنا؟
في بعض الأحيان نحن نشتاق وبشدة وتتملكنا عواصف داخلية هياجة تقلب مزاجيتنا عقباً على رأس ولا نعلم مصدر هذا الاشتياق والتفكير البحت أو حتى لمَ نشتاق ونستغرق بالطوفان الفكري.
فلنحاول بأن نقوم بتجربة بسيطة، ونقول لأحدهم امشي ضمن مسافة محددة نوعاً ما ، فأنه سيمشي واضعأ بذهنه ومخيلته الوجهة التي أُرسل إليها فقط، وعندما يصل ربما تسأله، كم مشيت؟ أو كم خطوة مشيت، وهل كنت تهرول ومامدى سرعتك بالجريان؟ وهل سمعت صدى صوت خطواتك، فهنا سيقف لا يستطيع الإجابة فمحور تفكير كان متلازماً ومتوجهاً بالوجهة المرتقبة فقط... ولكن عندما تُقل لهُ ارجع بنفس المسار فأن توجهه الذهني والاشعوري يجعله مركزاً تماماً على الأسئلة التي لم يحسب لها أي حساب أو اهتمام من ذي قبل.
وأحياناً عندما يؤلمنا مفصل باليد أو القدم أو صداع بالرأس على سبيل المثال ، ويكون توجهنا الذهني للألم الذي نشعربه فأن الألم سيتفاقم اضعاف الألم الحقيقي وسيغلب علينا الوهم الداخلي والاشعوري، ولكن إذا صرفنا جل اهتمامنا عن ذلك الألم الذي يتقهقر بداخلنا فأن الألم سيذول لا شعورياً وسيتلاشى وحتى لو كان موجوداً بالأصل فأن الوهم الذي يعطيه لنا في بنات أفكارنا هو الذي يسبب لنا شعوراّ وبذلك فأن الاشعور والأنا الداخلية ستتغلب على الهوا وتقيدها بمشاعر وهمية غير حقيقية.
وبهذه الأمثلة البسيطة يمكننا أن نستنبط أسباب وطرق العلاج من بعض الهواجس التي ربما تكبل اروحنا بالوهم وعلاج هذه الأمراض النفسية اليومية هو الامبالاة وعدم الاهتمام والعناية المفرطة وبتدريب الاشعور الداخلي على التجاهل ولنتحدث مع انفسنا قليلاً ونعطيها أوهام جديدة إيجابية مثلاً نقول هو ألم بسيط وسيزول أو هي مشاعر زائفة لشخص لايستحقها وحتى عند شعورنا بالحقد تجاه الناس والحسد على أشياء أتاهم الله إياها فأننا باستطاعتنا بتدريب انفسنا على الإيجابية والمسامحة والتغلغل بما وراء الشعور وتنفس بعض الصعداء سنعتاد ويعتاد العقل الباطني على الأمور والإيجابية وبالتالي ستصبح عادات متلازمة بداخلنا ونكون عالجناها بأنفسنا وبقليل من التجاهل ولا ننسى التعوذ من الشيطان الرجيم فهو المنبع للوسواس القهري والوهم.
خلاصة يقول ابن سينا " الوهم نصف الداء والإطمئنان نصف الدواء والصبر بداية الشفاء " لنعالج انفسنا بأنفسنا ولنصبر لأن تنتهي؛ فهي أمور بسيطة ولكن يجب أن نعالجها بأيدينا حتى نحول دون تحولها إلى عقد متلازمة ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق