السبت، 2 مايو 2020

مجموعة قصص قصيرة بعنوان {{عابر سبيل، بعض الجنون فحسب}} بقلم القاص العراقي القدير الأستاذ {{رعد الإمارة}}

عابر سبيل، بعض الجنون فحسب

١ (أدب) لا أتذكر بأني تصرفت مثل بعض المراهقين ، واقتطفت باقة أزهار من الحدائق! المرة الوحيدة التي فعلت فيها ذلك، كنت انتِ ميتة!

٢ (سبب) وأنا أودعك، حين اهبط من سيارة الأجرة، لا أعرف لماذا يغلي صدري! ينتابني شعور بأني صدقا، يجب أن امنحك عناقا قويا! من أجل هذا أنا التفتْ صوبك!.

٣ (جهل) على ضفاف النهر الساكن، وأنا أرمي الحجر تلو الحجر، لا أعرف بماذا كانت تريد إخباري الدوائر!

٤ (يأس) كان بودي أن أدللكْ، كان بودي فعلا ذلك! لكن آه، فالأماني والأحلام كلها دفنتها دفعة واحدة، وعدت إليك، بعيون ترمش فقط!

٥ (حكاية كل يوم) أبي لم يمنحني مصروف اليوم، وربما لن يفعل غدا، أبي كان نائما ورقيقا مثل نسمة، وبالقرب منه أمي، كانت تهمس مذعورة، يا إلهي يا إلهي! اما اخوتي العراة الصغار فكانوا يملئون فراغ الباب، وهم يطرقون بأصابعهم الطرية طرقا متواصلا على أواني الطعام!

٦ (أحلام العصافير) قبل طلوع نهار العيد، كانت لنا أحلامنا أيضا، نحن الصبية الصغار! نخبئ ثيابنا تحت الوسائد، تلك التي رتقتها أمي، مرة بعد مرة!

٧ (خيانة) لم أكن بمفردي، كنت واحدا من عشاقها! أعتلينا السور ورحنا نتبادل الأدوار، قبل أن أخرج لفت نظري ، وجه زوجها الشاحب، خلف زجاج النافذة، كان يبكي!

٨ (بيت الأحزان) أتذكر إن جدتي كانت تحضن رأس أبي بقوة، لم يفلح أقوى المشيعين من فك أصابعها عنه! كانت تنحب بصوت يقطع نياط القلب، وعندما كانت تتمايل وهي تندب أبي، فأن رأسه كان يتمايل معها، وكأنه كان يقول لها :
_أحسنت ِ يا أمي.

٩ (عقاب) كنت طفلا صغيرا بعيون كبيرة تشبه عيون أمي، أبي كان يصفعها! كان يفعل ذلك مساء كل يوم، بعد عودته المتأخرة من المقهى، ثم يضع رأسه بين ركبتيه، ويطلب منها أن تعد له الشاي. كانت أمي تنهض بسرعة، وهي تجرني معها للمطبخ، تمسح دمعة وأحيانا تنسى ذلك!قبل أن تضع الكوب بين يدي تتنهد، وقبل أن أضعه بين يديه، أبصق فيه بصقة، أكبر حتى من عمري!

١٠(ملل) كنت وحيدا، أكثر حتى من القمر! وكانت الوحدة التي انغمست فيها من إختياري،نعم فضلت الإبتعاد عن كل الناس، حتى عني!!

١١(صهيل اخرق) كانت تصهل مثل فرس فوق جسدي، حين رن جرس الباب، قالت وهي تحدق في وجهي الممتلئ بالخوف والخيبة :
_دعنا نفكر، أين يمكن أن أخفيك يابطلي!. رحت أرمقها بدهشة لامثيل لها، فيما واصلت هي طرق جبهتها بسبابتها الرفيعة، نحيتها جانبا بسرعة، اعتليت السور الخلفي، قبل أن اقفز نظرت لها، تبا، كانت فعلا فرسا خرقاء!

ليست هناك تعليقات: