كان مرهقا لم ينم طوال الليل أشعل سيجارته وأخذ منها نفسا عميقا وأغمض عينيه ليسافر بعيدا عبر محطات في ماض موغل في الزمن كانت الصور تتشكل تباعا في عمق ذاكرته تنفض عن نفسها غبار العتمة وتتعرج في شكل زوايا حادة النتوءات.
كان يتلكأ في بعض المحطات الهامة يدون بعض الملاحظات العابرة.
لقد كانت أحلامه بسيطه جدا وغير معقدة بالمرة لذلك لم تكن تسبقه بل كانت ترافقه كظله بكل تؤدة.
لقد ترك مقاعد الدراسة باكرا وكان مكرها على المغادرة .لم يكن هناك هامش للخيار ؛فالواقع المرير قدم حسم ورسم خطوطه المتعرجة ودروبه الوعرة .
بالرغم من تميزه وشغفه الكبير للعلم .
كانت أمه تقاتل لوحدها من أجل لقمة العيش الكريم ما كان بمقدورها تحمل كل تلك الاعباء بمفردها .
فأخوته الخمسة لا زالوا يتحسسون مراحلهم الأولى
لقد كان لهم بمثابة الأب الذي حرموا منه.
بعد زواج الأخوة ورحيل الأم بعد صراع مرير مع شظف العيش.
هاهو اليوم يجد نفسه وحيدا من جديد .
فجأة أحس بيد ناعمة تربت على كتفه فتح عينيه
نظر في كل الأتجاهات .
تفضل سيدي حان دورك الدكتور ينتظرك في مكتبه
أه إنها الممرضة تستدعيه لملاقاة طبيبه المختص في
الأمراض النفسية.
()((((((((((( هشام كريديح )))))))))))()
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق