السبت، 30 مايو 2020

قصة قصيرة بعنوان {{حينما يصبح الصّمت تحدّيا لأسئلتك}} بقلم الكاتبة القاصّة اللبنانية القديرة الأستاذة {{غزوة يونس}}

حينما يصبح الصّمت تحدّيا لأسئلتك، ولحيرتك، تقرّر أن تأخذ كل الإجابات جرعة واحدة، شفاء عاجلا لداء الكرامة المهانة..
وحينما يصبح الهروب وسيلة دفاع راقية، تقرّر أن تواجه لإراقة ماء الجريمة..
وهكذا فعلت أحلام،إحدى أعراض هذا الدّاء المكين، الّتي تجسّدت بامرأة من وهم، لتلتحم مع الأوهام دفعة واحدة، فتميّز الخبيث منها من الطّيب.
أحلام فتاة في الخامسة والثّلاثين من العمر، تسلّحت بكل أقنعة الفتنة والذكاء،وقدمت من العالم الافتراضي على هودج  من سراب  تزفها  أحلام البنات بالسعادة الخالية،  قدمت، إلى ساحة الحبيب الصّامت الهارب، لتدافع عن الحبيبة المخدوعة  والتي أحبّت بعمق وصدّقت بحمق واستمرت كذلك  إلى حين كان الفرار المبهم..
وكان ما كان..حوارات شيّقة، تبادل آراء، غنج ودلال، وعزف على اوتار القلب بخفّة من يجيد الهروب في الوقت المناسب.
لتكتشف نفسها في عينيه ،أوّل مرّة ، كما لم تعرفها من قبل، وكما لم يفتن هو بامرأة من قبل،فأيّ أقنعة تلك التي تفوّقت على كل مساحيق التّجميل، لتجعل منها هي نفسها امرأةً أكثر جمالاً وفتنةً وذكاءً وإبهارا..
ولتكتشف أيضاً أنّ ذلك الحبيب الهارب بصمته، والّذي تسبّب ببكائها حدّ الفجيعة، هو نفسه من يقدّس المرأة تقديساً وتنهمل دموعه رفقا إذا ترقرت عينا امرأة امامه..وهو نفسه الّذي تسبّب بأكبر وهم عاشته حبيبته، بات معلّم الإنسانيّة ومدرّب الأجيال للخروج بها من معترك الأوهام إلى فلسفة الحرّية والسعادة والانعتاق.
كم كان بستانيّا ماهرا، وهو يجيد جلب أنواع الزهور إلى بهجة عينيه، ويحسب مسافة العطر، ومسافة الاقتراب من السّحر، ليغشى في برزخ ذلك العالم الخفيّ..
شكراً أحلام، شكراً لأنّك نجحت..
وبعض النجاحات ليست رهناً بأضواء الافتتاح وقصّ الشريط..
وبعض العلاجات ليست سوى من وهم..
                                                 ثمّ شفيت..

غزوة يونس/لبنان

ليست هناك تعليقات: