كلّ ليلة قبل أن تخلد إلى النوم
تتناول الدفتر المجاور لفراشها ،
والذي اصبح جزء لايتجزء منها ولا يمكنها النوم ،
من دون أن تدون فيه يومياتها ،
حتى وأن لم تكن بمزاج يسمح لها بالتدوين ،
فتكتفي بألقاءِ نظرةً عليه ، تقلب بين صفحاته ،
تقف عند هذه الصفحة وتتذكر هنا كانت ضحكاتها متطايرة ،
وهنا لحظات أمضتها مع صديقاتها ، لحظات مجنونة ممزوجة
كأمتزاج الابيض مع الاسود ، تأخذها الصفحات إلى ماكانت عليه ، وكأنها تعيشها الآن ... تطير مع كلماتها لعالم آخر وكأنها تدخل إلى كل وقت دونت فيه ذكرياتها ،
ومن ثم فجأة تصحو لتجد نفسها ، تمسك بقلم الحبر الذي اهدته ايّاه رفيقة عمرها ، التي كانت يوما ما بجانبها ، اما الان فهي بعيدة
بعيدة الى حد ما ،
وتعود لتقلب صفحة أخرى تتوقف عندها لتجد نفسها ،
مغمورة بحب حياتها ، تمر المشاهد من خلال عينيها ،
وكأنها شريط فلم سينمائي .
تبرق عينيها ، وتبتسم شفيتيها دون ان تدرك شيئاً .
كنا كالاطفال ، كنت كثيرة الزعل ،
واتذوق طعم المصالحة ، اكثر ما كنت اوده طريقته الغريبة
لكي يرضيني ،
يتوقف الشريط فجأة وكأنها ضغطت زر التوقف ،
تلتفت بجانبها لتراه يغط في نوم عميق اخذه منها ،
وتضع يدها على قلبها وتحمد الله كثيراً ،
فالصفحة التي لازالت تتجدد في دفتر ذكرياتي لا تزال بجانبي ،
تغلق الدفتر بهدوء ، وتضع الوردة في صفحة الحب ،
لتغفو وتحلم بأجمل أيامها .
#هبه_ثائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق