الأربعاء، 27 مايو 2020

قصة قصيرة بعنوان {{كلّ ليلة قبل أن تخلد إلى النوم}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة {{هبة ثائر}}

كلّ ليلة قبل أن تخلد إلى النوم
تتناول الدفتر المجاور لفراشها ،
والذي اصبح جزء لايتجزء منها ولا يمكنها النوم ، 
من دون أن تدون فيه يومياتها ،
حتى وأن لم تكن بمزاج يسمح لها بالتدوين ،
فتكتفي  بألقاءِ نظرةً عليه ، تقلب بين صفحاته ، 
تقف عند هذه الصفحة وتتذكر هنا كانت  ضحكاتها متطايرة ،
وهنا لحظات أمضتها مع صديقاتها ، لحظات مجنونة ممزوجة 
كأمتزاج الابيض مع الاسود ، تأخذها الصفحات إلى ماكانت عليه ، وكأنها تعيشها الآن ... تطير مع كلماتها لعالم آخر وكأنها تدخل إلى كل وقت دونت فيه ذكرياتها ،
ومن ثم فجأة تصحو لتجد نفسها ، تمسك بقلم الحبر الذي اهدته ايّاه رفيقة عمرها  ، التي كانت يوما ما بجانبها ، اما الان فهي بعيدة 
بعيدة الى حد ما ، 
وتعود لتقلب صفحة أخرى تتوقف عندها لتجد نفسها ، 
مغمورة بحب حياتها ، تمر المشاهد من خلال عينيها ،
 وكأنها شريط فلم سينمائي .
 تبرق عينيها ، وتبتسم شفيتيها دون ان تدرك شيئاً .
كنا كالاطفال ، كنت كثيرة الزعل ، 
واتذوق طعم المصالحة ، اكثر ما كنت اوده طريقته الغريبة 
لكي يرضيني ، 
يتوقف الشريط فجأة وكأنها ضغطت زر التوقف ، 
تلتفت بجانبها لتراه يغط في نوم عميق اخذه منها ،  
وتضع يدها على قلبها وتحمد الله كثيراً ، 
فالصفحة التي لازالت تتجدد في دفتر ذكرياتي لا تزال  بجانبي ، 
تغلق الدفتر بهدوء ، وتضع الوردة في صفحة الحب ، 
لتغفو وتحلم بأجمل أيامها .
#هبه_ثائر

ليست هناك تعليقات: