الجمعة، 8 مايو 2020

قصة قصيرة بعنوان{{حتى مطلع الفجر}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{أحمد عفيفي}}

حتى مطلع الفجر/قصة
***********
بقلم الأديب: أحمد عفيفي
دمياط/ مصر
فى زيارةٍ لإبنتى كنتُ,وكان عندها ضيفتان إحداهنّ فى مُقتبل العمر والأخرى فى منتصف عقدها الخامس -ربما-,وكنتُ أُداعب حفيدى الأصغر,ترامى لسمعي حديث السيدة التى فى منتصف عمرها الخامس,كانت تحكي عن زوجها - دكتور الفلسفة وعلم النفس, قالت(زوجى يقول أن العالم بصدد اكتشاف أسرار الأشياء الغير مرئية فى كوكبنا هذا بما فيها الخرافات والحكايات المخيفةً والمرعبةً والظواهر الخارقة للطبيعة اللى يسمونها-الميتافيزيقا- وأيضاً تفسير الأساطير وما يُقال عن الأرواح الشريرة والجن والأشباح والعفاريت إلخ, وان المفكرين توصّلوا ألى نتائجٍ مذهلةٍ فى هذا الشأن)ابتسمت إبنتى الدكتورة الصيدلانية مُبديةً اهتمامها وشغفها, ثم أخذت تُدلى بدلوها فى الحديث, فابتسمتُ بدورى رغم طنين الألم الشديد الناشئ من ضرسي -المسوًِس- ولا أدرى لماذا ابتسمت , رُبما مشاركةً لابنتى الكُبرى ولابتسامتها الجميلة,
تطرّق الحديث إلى أشياءٍ أشبه بالخُزعبلات ومنها ما يُسمّى - بالتنويم المغناطيسى-,وهنا أردفت السيدة زوجة الطبيب(واحدة من سيدات المجتمع المتأنقات فى ذات أُمسيةٍ بالنادى قالت:أنا لا أؤمن بهذه الخُزعبلات,فردً عليها طيبٌ نفسيٌ قائلاً:أواثقة من كلامك سيدتى؟ قالت:بكل تأكيد,قال:هناك قول شائع يفيد بأن البيّنةُ على من ادّعى, قالت نعم, قال:فأنا أدّعى الآن أننى أستطيع أن أُنوّمك مغناطيسياً فهل تقبلين؟قالت بكل تأكيد,وجلست أمام الطبيب في تحدًِ ,فراح يُحدّق فى وجهها بصرامةٍ وأطال التحديق فيما عيناها تنظران وتُحدقان فى اللاشئ , وبدت شفتاها تتقلصان وترتجفان, وصدرها يعلو ويهبط فى اضطراد سريع, ثم استسلمت للنوم -فاغرةً العينين-,أشار الطبيب لإحدى رفيقاتها قائلاً:إجلسى خلف رأسها من فضلك,ففعلت,ثم وضع ورقةً بين يدىّ مُتحديته - المُغيّبة - قائلاً:هذه مرآة, فماذا ترين فيها؟ قالت:أرى زوجى, قال:وماذا يفعل؟,قالت:يُملّس على شاربه مُبتسما, قال:وماذا أيضا؟,قالت: يُخرج صورةً من جيب جاكته الداخلى,قال:صورة من؟ قالت:صورة -إنجى- إحدى صديقاتى المُقرّبات, قال:وكيف تبدو صديقتك فى الصورة؟ قالت:تبدو نصف عاريةٍ وشعرها مُنسدلٌ بفوضوية, وتبتسم بسخرية,وجزءٌ من لسانها خارج شفتيها,صاح الحاضرون فى صوت واحدٍ:كفاية كده,كفاية من فضلك,لم يأبه بهم الطبيب قال لفريسته:ستستيقظين بعد خمس دقائق ثم تذهبين لزوجك وتطلبين الطلاق لأنه زوجٌ خائنٌ, ثم أخذ يُحملقُ فى وحهها بعينتين جامدتين,وسرعان ما صفعها بكفّيه فوق وجنتيها فاستيقظت,وبعدها فعلت المرأةُ ما أمرها به الطبيب ولم يستطع زوجها ردعها وإثنائها عن طلب الطلاق, فلم ترضخ أبداً حتى يئس زوجها وضاق ذرعاً بها, وطلقها
*غادرتُ منزل ابنتى وأنا مدهوش وفى حالةٍ من اللاوعى,بعد سماعى لهذه الحكاية الغريبة,وكنتُ أتضوّرُ جوعاً, وذهبت لحجرتى وقد فقدتُ شهيتى للطعام تماماً, وكان منتصف تلك الليلة الباردة, حاولتُ النوم وطرد طنين الألم بضرسى اللعين,وطرد الحكاية الغريبة من بنات أفكارى,فلم أفلح, ولم تُزرنى طيورُ النُعاس حتى مطلع الفجر,

ليست هناك تعليقات: