الأحد، 31 مايو 2020

قصة قصيرة بعنوان {{نوم البـائـس}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة {{نـدى الـساعدي}}

#نوم البـائـس *
-----------------------
 أستيـقظت يـوم أمـس على كوابيـس مزعـجة،من نـومة شـبه مـتقطعة،أشـعر بـألم شـديد في كل مـكان مـن جـسدي النـحيل، كأن أضـلعي تتـهشم، ورقـبتي لا أكـاد اشـعر بـها،أما ظـهري كـنت اشـعر ببـقاء جـزء مـنه على الـفراش، نهـضت على رائـحة غـاز الـمدفأة التي نـسيت أن أطـفئها يـوم أمـس،  فـتحت الـباب وتوجـهت الى الـمغاسل وأنا أجـر خلفي آهـاتي وإحـباطاتي وبؤسي وخـذلاني، فـتحت بصـنبور الـماء فـأبت ان تـجري معـلنة رفضـها إعـطائي رشـفه مـاء واحـدة لأزيل فيها الـتورمات الـتي اعتلـت ملامـح وجـهي، والتي تلازمـني كل صـباح،فـنظرت محـتارآ يـمينآ وشـمالآ لـعلي اجـد بـقايا مـاء مـن هنا او هـناك فوقع نـاظري على قنينـة مـاء صـغيره اخـذتها ومـسحت بـها وجـهي،الـذي مايزال نـصف مـستيقظ، ثم ارتديـت مـلابس الـعمل، نـظرت الى السـاعة الـبرونزية ألـون وهـي مـعلقة على جـدار الـغرفة واذا بـها قاربـت على السـابعة والـنصف،وهـو مـوعد مـجيء الـباص المـتهالك، لـيأخذ أجـزائي الـمتجمعة، لـينقلني الى الـروتين القـاتل الـمُمل، ويـجرعني كـأس الـرتابة الـيومية، خـرجتُ مـن الـدار مـسرعآ إلى مـكاني الـمعتاد فـي الـشارع قـبل وصـول الـباص،  وقـفت مـتجمدآ لـمدة طـويلة والـشوارع فـارغة الا مـن رحـمة ربي،  والـوقت يـمر وانا انـتظر دقـيقة بـعد دقـيقه ولاأثـر ولا عـين لـباص الـعمل...
حـاولت الأتـصال بـبعض الـرفاق  فـلم يـجبني اي احـدآ منهم، انـتابني شـعور غـريب،  وتـساءلتُ فـي نـفسي ياتـرى ماذا حـدث؟
هـل حـصل مـكروه؟
 وظـل ذهـني مـشدودآ قـلقآ وتـفكيري يأخـذني ذهـابآ وإيـابآ ..
وفـجاة قـطع تفـكيري اتـصال مـن أبـي مـريم.
وقـال أهـلآ ابا عـامر تفـضل؟
قلـت الـحمدلله على سلامتـكم، لـقد اننتظرتكم مـدة طـويلة وأنـا مازلـت واقـفََا فـي مـكاني الـمعتاد، 
فقـال ::مـاذا
 بكَ أبا مـريم الـيوم جمعة ..!!!
جـمعة مـباركة بـإذن الله عـزيزي أذهب ونم. !! وهو يقـهـقه ضـاحكََا
فـرجعت الـى مـضجعي مـستسلمََا  لـسلطان الـنوم.  وانا أُردد قصيدة الـسياب ونمـت ولم اكـُمل الـقصيدة..

نـدى الـساعدي
العراق/بغداد

ليست هناك تعليقات: