الاثنين، 29 يونيو 2020

مقالة تحت عنوان {{النهوة العشائرية}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{حيدر محمد الجبوري}}

مقالة بقلم الكاتب والشاعر العراقي
حيدر محمد الجبوري بتأريخ ٢٩/٦/٢٠٢٠
تحت عنوان      { النهوة العشائرية} 

في بادئ الأمر دعونا جميعاً نعرف ماذا تعني 
(النهوة) كتعريفٍ مختصرٍ إيجازي؟ 
فهي تعني رفض ومنع تزويج الإناث لذكورٍ 
من خارجِ العشيرة أو القبيلة لغيرِ الأقاربِ... ومن يخالف تلك الاعراف العشائرية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
يتم تحذيرهُ فإن لم يأتِ بنتيجةٍ حينها يتم تهديدهُ، وإن لم يأتِ بنتيجة فحينها يتم هدر دمهِ وتحليل قتلهِ وإنهاء حياتهِ مهما كان سنهُ أو نوع جنسهُ أو قيمتهُ الفكرية أو الأخلاقية أو الإجتماعية.
فهذا العرفُ والتقليدُ سائداً مُذّْ سالف القِّدمْ ويعد من أبشع الموروثات القبلية التي عرفها الإنسان في مدن ومحافظات جنوب العراق وعلى رأسهن محافظة ميسان ونواحيها وهذا بحسب الدراسات الإحصائية والإستقصائية في حيثيات هذه الجريمة ضد الحقوق الإنسانية والضحيةُ الأولىٰ هي الأنثىٰ وأحياناً يكون الذكر.
فقد أكدت أكثر المصادر إن الأجيال الحديثة
قد أصبحوا ضحيةً لهذه التقاليد والأعراف العشائرية.
حتىٰ أشرقت شمس الإنسانية في يومٍ إجتمعَ فيهِ بعضاً من كبارِ العشائر الجنوبية والفقهاء ورجالات القضاء العراقي في (٢٣/٥/٢٠١٧) ليضعوا حجر الأساس لبداية عملية إجتثاث هذه الشوائب التي مزقت تأريخنا العظيم وجعلتنا علكةً بأفواه المغرضين وغير المغرضين من خلال إقرار وثيقة عهدٍ ضمتْ في جعبتها (١٣)ثلاثة عشر بنداً بجوار قبر الإمام الحسين عليه السلام وبحضورِ جهاتٍ رسميةٍ من كلتي الحكومتين المركزية والمحلية معاً لإلزام الجميع بها.
وأيضاً بخصوص جرائمِ أُخرىٰ لا تقلُ بشاعةً وفساداً عن سابقتها،  مثل تبادل النساء كواحدةٍ مقابل واحدةً أُخرىٰ(گصة بگصة) وتعني إن رجلاً ما أحبَ إمرأةً من عشيرةٍ أُخرىٰ فيعقد إتفاقاً أن يعطي إحدى نساء دارهِ أو أقاربهِ مقابل أن يحصل علىٰ من يريد التزاوج بها.
وأيضاً الشكل الثالث وهو ما يطلق عليه الفصلية
أيّ تعطىٰ إمرأة رغماً عنها لعشيرةٍ أخرىٰ لفضِ نزاعٍ بين الطرفين وأحياناً كثيرة تكون أكثر من إمرأة لفضِ نزاعٍ واحدٍ فقط.
هنا قد تناولنا أعلاه أهم الأسس التي دمرت المرأة العراقية وجعلت الكثير منهن خائفات وعديمات الثقة بأنفسهن وبكيانهن وفاشلات في إعداد الاجيال بشكلٍ صحيحٍ وراقٍّ ينهض بمجتمعاتنا ليعمر مدننا المنكوبة جراء فساد أكثر الحكام والمسؤولين وجبال القوم ونسينَّ إنهن نساءً ذكرهن القرأن بأجمل الصور..
لكن بعض المفسرين عاثوا فساداً ليطفئُوا نور الله بأفواه‍هم وعقولهم الغرائزية الإنتهازية المريضة التي جعلت الكثير من الفتية والصبية والشباب والرجال يهجرون الموروث الإسلامي ومعجزاتهُ القرأنية.
وقد أجمع كبار الشريعة الإسلامية علىٰ تحريم 
هذه الافعال الدنيئة التي فرمت الكثير من الأجيال
لعقودٍ صارمة لا تقل بشاعةً عن وأدِّ الإناث


ليست هناك تعليقات: