الثلاثاء، 9 يونيو 2020

قصيدة تحت عنوان {{سِـربُ الظِّـباءِ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حـسن علي المـرعي}}

. . سِـربُ الظِّـباءِ . .  

سِـربُ  الظِّـباءِ  الَّذي مـا اعـتـادَ  واديـنـا
كُـلٌّ  بِـذاتِ  الخُـطـا  يـمـشـونَ  مـوزونـا

مـرُّوا  كـأنَّـهـمُ   الـدُّنـيـا  إذا   شَـــرِبَــتْ
كـأسَ  الحـوامـيمِ  في  حَـيِّ  النَّـبِـيِّيـنـا

تـؤمُّـهُـمْ   غـادَةٌ   تـمــشـي    مُـرَجِّـحـةً 
سـاقَ  اليـمـينِ  على اليُـسرى  أفـانـيـنا

حـتَّى إذا  شـاهـدتْ  عَـيْنِـي  بـمُـنْـكَسِرٍ
مِـنْ خَـصـرِهـا  وجـعاً  يـا ربُّ  تـكْفـيـنا

أرخـتْ عِـنانَ التُّـقى عـنْ كلِّ ذي عَـبَـقٍ
مـنْ  وردِ  مُـخـتَلَّةٍ   لا  عـقْـلَ   لا دِيـنـا

تـأبَّــطَـتْ   حُـلـوةُ  الـعـيـنَـيْـنِ   أزمِـنـةً
مِـنَ الحـضاراتِ  فـي  رَمـشيِّ  مـاريـنا

وضـاحـكَتْ بـعـضَها  ليلى وقد عَـرِقَـتْ
بالـياسـمـينِ  اسـتـحى  خَـدّاً  وتـلـويـنا

كـأنَّـهـا  دُمَّـرٌ   سَــكْـرى   عـلـى  بَــردى
حِـيـنـاً  ومـالـتْ  عـلـى صـفصافِه حِـيْنا

ولـســتُ  أدري  لِـمَ   سـلـمـى  مُـوقِّـعَـةٌ 
حُـروفَ إسـمـي عـلى طُـورٍ  بلا سِـيـنا ! 

وسَـلْـسلَـتْ مـا يَـطـيقُ  الحَـرَّ مِنْ ذَهَـبٍ 
وقـسَّمَتْ عَـدْلَ مـا في الصَّـدرِ قَسْـيونـا

وأسـكرتْـني  سـعـادٌ   واسـتـوتْ   رُسُـلٌ 
مُـثْلي  عُـيـونـاً  وبـالأعـرافِ  سـاهـونـا 

لَـمَّـا أعـادَتْ  لـفَـجْـرِ  الـوجْـهِ  طـلْـعـتَهُ 
ونـشَّـرتْ عَـرضَ ثلْـجِ   المـرجِ  تشرينـا 

لـكـنَّ   لـيلـى   وإنْ   كـانـَـتْ   مُـرافِـقـةً 
سُـودَ الحـواجيـبِ  تــستعـلـي بـراهـيـنـا

وتَـستَـلـيـنُ  عـلى  وردِ  الـحِـمى  فَـنَـنـاً
ولـستُ  أدري  لـمـاذا  تَـشـتَـقـي  فـينـا ! 

فـقُـلْـتُ  والـسِّـربُ في  سـيّارتي  زَهَـرٌ 
أشُـمُّ  عِـطـراً   بِـبِـسْـمِ  اللَّــهِ  مـعـجونـا

ألـيـسَ  فـي الـشّـامِ  للـجَـنّاتِ  جـامّـعَةٌ 
كـانَ  الـنَّـجـاحُ  بِِـهـا  للـوردِ  مَـضْـمـونـا

فجــاوبَـتْني  الَّـتي  يـومَ  اسـتَـوتْ عَـدَنٌ 
فـرَّتْ  مُـخَـبِّئَـةً  فــي  الـصَّـدرِ  حَـرْمـونــا

وهْـيَ الَّـتي  جـانِـبِـيْ  يَـخْـضـرُّ  جـانبَـها
ويـسْـتَـغـيـبُ  عـلـى قُـربٍ  حـسـاسـينـا

جِـئـْنـا  إلى  حِـمْـصَ، قـالوا إنَّ  شـاعِـرَها
يَـرقِـي  بُـنـيَّـاتِ   دُنـيـا   وارتَـقـى  دِيـنـا 

فـقُـلْـتُ : والـبدرُ  يَـستـوصي بِـهُـنَّ دَمـي
حـتَّى إذا  صـارَ  وحـيُ  الشِّـعـرِ عُـرجـونا 

يـا حُـلْوةَ العـيـنِ يـا ليلى، و هـلْ سَـكـنَتْ
عـيـناكِ مّـثلي  بـحــوراً  واسـتـوى مِـيـنا

و هـلْ وجـدتِ  كـمـا  قـلـبي  وقـافـيـتي
إلّاكِ   إســــــمـاً    و إلّاكِ    الـعـنـاويــنــا 

و هـلْ  يُـداوي  جُـنـوني غـيـرُ خـابـيَـةٍ
مِـثْلي جُـنـونـاً  عـلـى  مِـثْلي مُـحـبِّـيـنـا

نـبـيذُها  مِنْ لَـمـاكِ  اسـتوقـدَتْ غَـسَقـاً
وكـأسُـها  مِـنْ لـيـالـي الـقَـدرِ يـسقـيـنـا

فـيها  أُداوي  مريـضَ اللَّحـظِ مِـنْ دَنَـفٍ
ورَمـشُ  ليـلى  يُـداوي  مَـنْ  يُـداويـنـــا

الشـاعـر حـسن علي المـرعي 
٢٠٢٠/٦/٦م

--الحواميمُ : السُّورُ القرآنيةُ التي تبدأ ب ( حم )
-- دُمَّـرٌ : ضاحيةٌ غرب دمشق 
-- قَسْـيونُ : جبلٌ يطلُّ على دمشق غرباً
-- حَـرْمونُ : جبلُ الشَّيخِ
-- الدَّنَـفُ : شدَّةُ المرضِ منَ العشقِ

ليست هناك تعليقات: