الجمعة، 19 يونيو 2020

نص نثري تحت عنوان {{أحيانا يتصادف ان ترتشف قهوتك}} بقلم الشاعرالتونسي القدير الأستاذ{{محمد طه العمامي}}

أحيانا يتصادف ان ترتشف قهوتك في مكان عتيق على ساحل البحر او في مكان جميل ومع من تريد فلا يشفي حواسك  يظل شيء ينقصك  
ينتابك الشك في القهوة الاولى فتطلب قهوة اخرى وقد ينتابك الشك في المكان فتغادر الى مكان اجمل أكثر جمالا لكن الامر يظل على حاله   كأنك لم ترتشف قهوة من الاصل 
القهوة الوحيدة التي تعيد اليك توازنك وتعيدك الى نفسك هي تلك التي ترتشفها مع من ترتاح وتحس بالامان  فتكون القهوة مثل هاجس ينتابك يناديك مع تلك الروح وفي جمال  المكان  وجمال  الطقوس  هي  عادة...  مناخ ... سلوك 
طقس حنون تمتزج في الفصول بطريقة سحرية  تلغي التنافر المعهود بينهما لتجتمع ألفة غريبة 
كثير ما يتفق المطر مع الشمس  على افتراق المكان في الدهشة والذهول 
وقد يعمق المشهد عصفور ملّ الجلوس على مشكاة الانوار او بعض الزهور أبت أن تذعن للريح فضلت متحدية كل اسباب هلاكها .
ساعتها تضيع تشابيه الحب  واستعارات الغزل  على افواه الاحبة  امام بلاغة المشهد  
حينها أشرع في ممارسة المطر على مرأى من الشمس 
المطر له مذاق خاص  يأتي دون تمهيد أو أمارات ... مثل حبيبة تفاجىء حبيبها ساعات يتمه. 
المطر لا ينزل بقوة وغزارة 
بل يهطل يترنم ناعنا وبلطف وحياء  حتى لا يوجع العشب وحتى لا يلطم الاشجار فيعريها .
 يهبط رذاذا شفافا كي يغسل التعب والغبار  عن القلوب والاعشاب والاشجار والحجارة والحقول
 ويمدها بهدف جليل في الحياة 
وكأن اللقاء عيدا  لا نريده ان يفوتنا  حتى نعيش المطر  قدر المستطاع  ونبتل بقطراته أكثر ما يمكن  
تبتل ثيابي ويبتل شعري وتبتل الروح وانا اذرع المكان في فرح طفولي  لمحو اثقال الزمن  المليء بالمرارة  والوجع
أصبر وتصبّر على جنون حبيب  عند لقاءك  

 في تلك اللحظات  لحظات المطر  تغدوا  الارواح خفيفة متألقة ومغتسلة مثل  غزلان تتنشف ببهاء القمر  وتبدو الدنيا  كل الدنيا ريانة مفعمة بالصبا  كأنه لم يمض على انطلاقها من يد الله سوى لحظات
محمد طه العمامي

ليست هناك تعليقات: