الاثنين، 15 يونيو 2020

مقال تحت عنوان {{بين الأمس وغد}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{أطياف الخفاجي}}

مقال بعنوان بين الأمس وغد... 
بين الأمس وغد حرب بين جيلين، حرب بين الأخذ والعطاء، بين الشيخوخة والشباب، بين العمل الصالح والعمل السيء ومايترتب عليه، فنظرا لما يمر به الفرد من تقلبات حياتيه يحاول دائما تلافي الأخطاء كي لايقع في الهاويه، ولكن نجد غالبا يد خفية تحاول العبث في بنات أفكاره لتشويه فكره وايقاعه في أخطاء قد لايستطيع الخروج منها، هكذا هي الحرب تبقى بين الأجيال لتدمير ماتبقى منهم من أناساً صالحين، نحن نعلم ان امس قد مضى وانقضت ساعاته واخذ معه كل ماقام به الفرد من عمل وكأنه لم يكن كمن وضع يده في جيبه فوجدها فارغة، ولكن علينا أن نتعلم من أخطاء الأمس لنصححها في الغد، حتى مابعد غد نحن نجهله فعلينا ان لانحصر أفكارنا فيما سيحدث فيه، أن الفرق بين الأمس والغد هو فرق شاسع ينبغي أن لانتعمق بهما فإن بقينا في حيرة فيما بينهما سنضيع ولانجدُ لنا مخرج، فمنهم من بقي عالق في ذكرياته المؤلمة فنراه تارة يبكي حنينه او يئن لذكرياته او يندب حظه العاثر، فبين الأمس والغد الف حكاية وبين اليوم وغد الف قصة، نحاول أن نتأمل في قراءة صفحات  الحكاية ولانعلم ان كان بوسعنا قراءة القصة، قد تكون حكايتك هي حروف متقاطعة لاتستطيع تجميعها بشكل بسيط، وقد تكون قصتك ديوان شعر حبيس أفكارك، فإن الصور المتناقضة لفكرك بين الأمس والغد ماهي الا يومك الكئيب الذي علقت فيه راية الاستسلام وعدم الخوض في  غد، قد يخسر المرء مرحلة من حياته قاطعا  سبل النجاة في العبور إلى الضفة الثانية وقد يظن نفسه إنه ُ الوحيد في الكون يخاف المواجهة، وفي حقيقة الأمر يوجد الكثير من البشر هكذا عالقين في الأمس يخافون الخوض في الغد وتصحيح مسار حياتهم وفكرهم حتى المرآة يخافون النظر إليها كون ماكانوا عليه أمس قد يندثر اليوم وان امس قد هبت عليه رياح السنين وراح أدراج الرياح، فما نحن عليه اليوم يجب أن نقتنع فيه ونؤمن ان اللحظة قد تغير من عمر الفرد وفكره للأحسن فإن كنت شابا بالامس ستصبح شيخاً في الغد، وأن كنت جاهلا بالأمس لربما ستصبح عالماً في الغد، في هذا الكون مايكفي ان نفهمه وإن امس ماهو إلا تكملة للغد وإن التحول والتغيير أمرا لابد منه فتقبل حقيقتك مهما كانت واعمل على تصحيح فكرك لا شكلك وكن على يقين ان أحببت الأمس نجحت في الغد.

أطياف الخفاجي

ليست هناك تعليقات: