الجمعة، 5 يونيو 2020

مقال تحت عنوان {{يقول الله في كتابه}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{لطرش عمر بوثلجة}}

يقول الله في كتابه..
"وعد الله الذين أمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوف أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فأولئك اهم الفاسقون"..
سورة النور الآية 23..
ان الاستخلاف لا يأتي من فراغ بل يمهد له المؤمنون أو الذين آمنوا تمهيدا و بذل الجهود الجبارة و التضحيات الجسام ليبلغوا هذا الوعد الذي ليس ككل الوعود و الأكيد انه النصر على كل أشكال العدوان والاستعلاء في الأرض و في نفس الوقت نصر على الأوضاع والأزمات و الحالات التي لا يليق بالانسان المسلم أن يتواجد فيها أو أن تفرض عليه و أمته..
العالم في حلته الحالية و مناهجه و منظوماته الفكرية والسياسية و كياناته المختلفة التي تتحكم في حياة الشعوب فهي التي توجهها و تقرر نيابة عنها في الحسم في مسائل الأمن و الصحة و السلام و ليس بغريب أن القوى الكبرى هي التي تفعل القرارات الدولية و من ورائها اللوبيات و أصحاب المصالح الكبرى التي تتجاوز المصالح الخاصة بالشعوب..
أو يعقل أن أمة نشأت بغرض أخلقة الانسانية و كسر شوكة الظالمين و الذين ديدنهم الافساد في الأرض أن تكون أمة شبه ميتة يعبث بها و مصائرهم الذراري حكما و فكرا و استثمارا و تسييرا بل بالفتوى و الفكر و التعليم و التربية و التكوين و الاعلام؟..
ان وعدا من الله بالاستخلاف في الأرض و التمكين لدينه و هو اختيار منه للأمة لأن تعيش في رحاب تعالميه و منظوماته الفكرية و الأخلاقية تكون لنا الجرأة على رفضها و القول بأن الفعل السياسي ليس من الاسلام و جعله حصريا من طرف أسر و ملكية و أميرية أو عسكرية انقلابية أو نخب لائكية ظلوا جميعهم يبعدون دين الله الذي أرتضاه الله للأمة ليكون اطارها الوحدي عقيدة و فكرا و ممارسة ومصيرا؟..
ان الاستخلاف يعني بالدرجة الأولى الاهتمام بالسياسة و الحكم و التجمع في أطر لممارسة المعارضة السياسية كما الفكرية لسلط لا تدين و لا تنفذ أوامر الله بل تتعاون مع كل أعدائه و أعداء أمة الاسلام..
ان القول بأن السياسة ليست من الاسلام كفر بالله و ابتعاد عن دينه و قطع للولاء لله و للرسول صلى الله عليه وسلم و للأمة الاسلامية..
ان من الايمان بالله أن نتعاطى السياسية معارضة و ممارسة و الحكم في حال ما اذا عبث بهما من لا يستحق و تراجع عن الزاماته تجاه الله و دينه و الأمة متنكرا لها لا يعمل لدينه و لا لدنيا الناس بل يعمل لدنياه و الفئة التي تحيط به و هو في ذلك خادما للأعداء من الغربيين و الصهاينة..
و كيف للأمة في مثل هكذا حالة تتخلى عن واجباتها تجاه الحكام في حال انحرافه عن الجادة و ابتعداهم عن دين الله و مال كلفوا به فاذا صمتت و ادعت أن الأمر لا يهمها لا من بعيد و لا من قريب و أن لا معارضة للحكام بل ابداء الطاعة له و الولاء فبرأيي هي أمة لم تعد تؤد الأمانة أيضا بعد أن تخلى عنها الحكام..
المشكلة أن بعض الفئات في الأمة تعترض على من يقوم مقام الأمة لما يقع الانحراف و الانجراف الى الشهوات و الميل الى التبعية و الابتعاد عن منهاج الاسلام و الولاء لله و للمؤمنين..
ان الاستخلاف يستوجب بذل الجهود و الانخراط في العمل السياسي ضمن تكتلات تبني كياناتها و مشاريعها على الولاء لله و للمؤمنين بعيدا عن كل ما يدفع بالأمة الى مزيد من الانحراف و الانجراف..
السياسية مجال حيوي توجب على الأمة و هي التي لا تحكم و من يحكم بلادها و دولها ليسوا ملتزمين بمنهاج الاسلام وشرع الله و أن أي فرد عالما كان أو هيئة رسمية تمارس الفتوى في الأمة تمنح ولاءه للذين يتعاونون مع الغرب و الصهيونية فهي خارجة من أمة الاسلام و لا حق لها في التحدث باسم الاسلام و الأمة فهي مما لا شك فيه تتحدث باسم الحكام و تواليهم و ما شاع الباطل و الفساد و ما أستقوى الظالمون و المعتدون و المفسدون الا لما خدم أولئك بدين الله أهواء الحكام..

لطرش عمر بوثلجة..  الجزائر

ليست هناك تعليقات: