الأربعاء، 3 يونيو 2020

مقال تحت عنوان {{خصوصيتنا كعراقيين}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ {{جاسم الشهواني}}

خصوصيتنا كعراقيين .. ؟

نحن أمة واحدة ، دماءنا وأنسابنا لغتنا ديننا أرضنا ، عاداتنا وتقاليدنا . 
كل ذلك الموروث الرائع الذي يجمعنا وتناقلته الأجيال ليصل لنا هو تاريخنا .
قواسم كثيرة تجمعنا كأمة واحدة مترامية
الأطراف . 
شعوب وقبائل كانت فسيفساء رائعة كونت
هذه الأمة العريقة .
ولكن لكل مجموعة ( خصوصيتها ) التي تميزها وتتفرد بها ، وهذه الخصوصية
لم تأتي من فراغ .. ؟
هي نتاج عوامل عديدة ، لن أتطرق لها في هذه المقالة ، إجتمعت لتشكل الشخصية التي عرفوا بها .
سبب كتابتي لهذه هذه المقالة هو .. ؟
#لدي صديق غالي من ( شمال إفريقيا )
( لم يرق له ) ( حرصنا نحن العراقيين على مشاعر المرأة في مجتمعنا ) .
من وجهة نظره إن هذا التصرف هو من ضعف الشخصية عند الرجل العراقي .
ونظرته تلك شمولية وليست فردية . 
ولذلك كتبت هذه المقالة .
#الرجل العراقي معروف عنه بأنه ( شجاع ) صاحب غيرة ونخوة كريم
لايخشى شيء . 
حتى ( الموت ) لاوزن في ميزانه ونحن
نعرف ( بأرض أهل السواد ) .. ؟
التاريخ يشهد لنا القديم والحديث . بأننا
رجال المواقف الصعبة .
#عاداتنا وتقاليدنا وتربيتنا تفرض علينا
إحترام ( المرأة ) وصونها والحفاظ عليها
لأنها تعني لنا الكثير .. ؟
هي ( الأم والأخت والزوجة والأبنة والحبيبة ) ، هي حجر الأساس في تكوين
الأسرة واللبنة الأولى لتكوين المجتمع ككل .
هي ( المدرسة الأولى ) في حياة الأولاد إن
( صلحت وفلحت ) في تربيتهم إنعكس ذلك على المجتمع ككل .
#كيف أن ( أجرح مشاعرها ) وهي .. ؟
من عاضدتني وشدت حزام ظهري ووقفت معي بكل صلابة بوجه كل التحديات لأنجح .
# إحترامها واجب مفروض علينا ، وديننا الحنيف ( أوصانا ) بها خيرا .
#نعم .. ليس الكل يفعل ذلك .. ؟
ولكل ( قاعدة شواذ ) .. ؟
هناك ( ظلم وقلة إحترام وإعتداء وهضم  لحقوقها ) لكن السواد الأعظم تجده
منضبط بشكل كبير ، لكنه لايظهر .
( الخير يخص والشر يعن ويطفوا على السطح ، ويبدو وكأن الكل يعاني ) .. !
لوكانت الأغلبية تعيسة  .. ؟
لإنهار ( هرم ) المجتمع ( كأحجار الدومينا )
# وساسرد لحضراتكم قصة ( سردها ) لي
والدي وأنا شاب يافع .
تؤكد على مكانة المرأة وإحترامها وأعتزازنا بها كشريك حقيقي في مجتمعنا العراقي .
عندما حدثني والدي عنها .. ؟
أقسم حينها على إنها ( حقيقية ) وكان هو ( شاهد عيان ) أثناء حدوثها .
هذه الواقعة حدثت عام ( 1950 ) م في
مدينة الموصل وتحديدآ في منطقة ( رأس الجادة ) .
قال لي .. ؟
كنت جالسآ في مقهى شعبي ، كان مكتظ برواده ، جاءت ( سيدة ) تحمل بيدها ( سكين ) وباليد ( ظفيرتها ) وقفت أمام المقهى وقالت.. ؟
( ياأحمد جئت أطلب دم أخي منك ) .. ؟
قام رجل من بين الموجودين وقال لها انت
أخت من .. ؟
قالت له أنا أخت ( صالح ) الذي ذبحته أنت
قال لها ولما أنت من يطالبني بدمه أين أشقائه .. ؟
قالت هو شقيقي الوحيد وحرمتني أياه .. !
هنا .. قال لها إبشري ياأختاه .. !
سار بإتجاهها وقال لها خذي بثأر أخيك ياأختاه .
( إستلقى على ظهره ) وسلم رقبته لها
جثت على ( صدره بركبتيها ) و ( نحرته ) بسكينها ، ولطخت ظفيرتها بدمه وزغردت لكنها بكت عليه بحرقة وألقت عدة أبيات من ( الشعر ) بحقه لرجولته ونخوته .
لكن الزمن بتقادمه أنساني إياها .. !
تصرفه هذا جعله خالدآ بداخل تلك المرأة وبذاكرة أهل ( الموصل ) .

سأسرد لكم حادثة أخرى وقعت أيضآ في مدينتي ، وكان جدي ( حسين ) والد والدي  شاهد عيان فيها .
حدثت في مدينة الموصل ثورة أطلق عليها
( ثورة الشواف ) .. ؟
وبعد أن فشلت الثورة ، نصبت المشانق وأعمدة الأعدام .
وفي منطقة ( الدبلماجة ) تحديدآ ، جلبوا
مجموعة ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم رميآ بالرصاص . 
تأخر المنفذون بعملية الأعدام ، وكانت الجماهير محتشدة لتشاهد عملية التنفيذ
كان المفذين يضحكون ويستهزؤن بهذه المجموعة قبل إعدامهم .
( خاطبهم أحد الموثقين بأعمدة الموت )
قائلآ .. سأكتبها لحضراتكم ب( العامية ) 
( عجل وأني أخو ... ( مهى ) .. ) هنا .. ؟
تباهى ( بأنه أخو مهى ) .. ؟
لأن ( الحرائر ) ( عزة ورفعة رأس ) .
اثر موقف هذا الرجل بجدي كثيرآ . 
وعندما رزقه الله بإبنة اسماها ( مهى ) وتفاخر بذلك .
وبعدها اطلق علينا كعائلة ب( بيت المهيه ) وذلك لكثرة تباهي جدي ( حسين ) بإبنته ( مهى ) .
في ( العراق ) الذي يعرف بالكرم والجود
يباهي عندما يكرم ضيوفه ( أنا أخو هدله )
وهذه المقولة لها قصة تقترن ب( إمرأة )
لن أتناولها في هذه المقالة .
الخلاصة .. ؟
للمرأة في المجتمع العراقي مكانة كبيرة جدآ .
حتى لو كانت علاقته بزوجته أو أخته .. الخ .. غير جيدة .
لكنه لايقبل ال( الضيم ) لها ويدافع عنها حتى وإن كان ثمن ذلك ( الموت ) .
كيف لنا لانحترم مشاعرها هي نصف الروح
وشريكة الحياة .
هذا ماتربينا عليه ورضعناه من صدور أمهاتنا . 
قد لاتروق مقالاتي للبعض ، او يعتبرها ضعف في تكوين شخصية الرجل العراقي .
لكننا نباهي بها لأنها قمة الرجولة .
الرجل الحقيقي .. ؟
لايبرز عضلاتها على المرأة أبدآ .. الرجل يواجه الرجال . 
الرجل موقف وكلمة ورجولته يجب أن تظهر  بوجوه الرجال ومواقفه البطولية
هي من تحدد ملامحه ورجولته .
من ( إستئسد ) على ( إمرأة ) هذا ( ؟؟؟ )
مع الأسف .

سبب عنونة المقالة بخصوصيتنا كعراقين 
لأنه عندما حاورني .. ؟
أصبغ صفة ضعف الشخصية على المجتمع
الذكوري العراقي بشكل عام . ولذلك جاءت
أطلقت هذا العنوان على مقالاتي .

أسف على الإطالة ولكن الموضوع كبير 
                خصوصيتنا كعراقيين
                   تحياتي للجميع

                                              بقلم
                                      جاسم الشهواني
                                             العراق

ليست هناك تعليقات: