واقعٌ مرير
كُنّا فيما مضى ..
في وطنٍ واحدٍ ..
لاتُفرّقنا حدود ..
تجمعنا لغة واحدة ومصلحة واحدة ..
كُنّا على المحبة والخير نتسابق ونتعاون ..
ولقد انبهرتُ بأولئكَ الأشخاص الذينَ بلغوا المجد من ابسط الأشياء ..
الذينَ صبروا ليتجاوزا قلق كل شيء ...
الذين تجاوزا تلك العقبات المؤلمه ، بل بأعتى منها ، أولئك الذينَ استغلوا السعادة لكي يعيشوا بأمان واطمئنان ، بينما نحنُ الآن نستغل بعضنا بعضاً بحثاً عن السعادة الحقيقية فلا نجدها لعدم صدق النوايا ..
كم هوَ مؤلم هذا الزمن والواقع الذي نعيشه الآن ...
هذا اليوم الذي تغير كل شيء فيه ..
بعدما كُنّا نخطو نحو العلم والمعرفة... لنبقى في الطليعة مستمرين أصبحنا نتهاوى شيءً فشيء وتنازلنا عن مبادئناالعظيمة...
أصبحت الناس تْؤوّل كل شيء بشكل خاطئ ؛ إنْ شَكَيْتَ تشعر وكأنك غريبٌ ، تجد أُناس ترمقك بنظرات مليئة بالحيرة والغرابة
تشعر وكأنك أنت الغريب
يتركونك تائهاً تعطش وتغرق أيضاً دونَ ناصح أمين ...
هذا الزمن تحوّلَ إلى ألم وحزن ..
تجد أوطانً تُباعْ ، وقلوب تُداسْ
أصبحنا نؤذي بعضنا أكثر ولاننظرإلى إين تذهبُ بنا العاقبة ..
وغدا شبابنا يتبعون خطى أعدائهم وهم لايشعرون ويظنون أنهم غير ملومين وهم لايعلمون ..
ناهيك على أن الحال هوَ أعظم من ذلك فقد تمكن أعداء هذه الأمة من برمجة عقولهم وجعلوهم قدوة لهم ...
واقع مؤلم جدا ومقيّد بخيارات مؤلمة ، ولكن نحن لدينا عقل لنختار ، لنفكّر قليلاً ..
العقل الذي ميّزنا به الله على باقي المخلوقات
لذلك هذه الأمة لوصحت من سكرتها لحل السلام في عالمنا وزالت تلك الغيمة السوداء المخيّمة فوقَ رؤوسنا
ولواطلعت على تاريخ أجدادها لرأيت كيف كانت تعيش فيه
عزٌوفخر
وحبٍ وذُخر
وعِلمٍ وطُهر
وقوةٍ بجهر
وفي الطليعة
كانت في ذلك العصر
وذاق أعدائها مرارة القهر
فكانت أمة عربية واحدة
وسيبقى ذكرها في التاريخ خالدة
وشبابها في العلم والمعرفة منشغلةُ
وفي البحث عن الحقيقة لايترددُ
وغيورٌ على أمته
من كل ظالم متوحشٍ متوغّدُ
ليس كحالنا اليوم
عقولٌ بمستنقع الظلام هاوية
والعودة لتاريخِ المجدِ لاغية
واتبعت بجهلها كل ظالمٍ وطاغية
ترعرعت على حب الشهوات ولنفسها ماهي بناهية
أيا أمةٌ كُنتِ بالأمس في المجد تُرْفَعُ رايتُكِ
استفيقِ مِنْ سَكْرَتِكِ لتعودي ولطليعة غايتكِ
سليمان الحمصي سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق