حطام الحروب يمتزج بالفقدان
بقلم أمل محمد ياسر
سورية/دمشق
نسمات من عليل المساء لفح مهجتها، ولفح ثوبها الوردي واغطش فؤادها، كانت دقات فؤادها تعلو نغماته نحو العنان، وتنزفر الأنفاس، وتتراقص الأماني، بين تلك التلال مكثت وهي تراقب عن كثب موجات النهر وجريانه، وإلى العصافير وهي تزقزق وإلى العشب كيف يترنح، تلك الإيقونات اشعلت بداخلها حنينٌ فوضعت راحتها على قلبها وتسمرت نظراتها نحو الغيمات التي تحجب نور السماء، وصرخت صرخة اثلجت بها المكان واجهشت بصرخاتها ونادت بصرخات عميقة ملاذها بعيد، واعتلت صهوة البوح ونادات باسم حبيبها وكأنه يركن بمكانٍ ما وبدأت تركض باحثة عن ملاذها وكأنه يختبئ ويختفي ويختلو منها وهي تبحث عنه وتنده له وتخاطبه وتنثر عبير حبها بالأرجاء ويتلون المكان بالأماني وبالرمادي، وما من سامع وما من مجيب، فتتعب فتاتنا وتركن على منعطف الطريق وتنهمر دمعاتها وتنجلي الأوهام والغائب لا يعود، أو ربما يعود، تلك الفتاة تبحث عن حبيبها الفقيد، لا الموت التقط انفاسه ولا الحياة التقطت كينونته، وبقيت تجثو على بريق الأمل و على حطام الحروب ملتهبة الأواصر مهدمة الوجدان...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق