الأربعاء، 29 يوليو 2020

نص نثري تحت عنوان {{قـارئـة الـفنـجـان}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{ندى الساعدي}}

* قـارئـة الـفنـجـان*
 --------------------------
جـاءت عـجوز غـجرية شـمطاء..
تـرقص تـحت سـقف الـسماء
تـقرأ الـطالع مع الـمغيب 
خـلخالها الـجذاب يعـانق سـاقها الأسـمر ..
شـعرها فضي لامع يخالط السواد،
عـلى جـيدها تـستقر عـينٌ حـمراء..

تـرمي الـحصى عـلى الأرض
وتـنفث أنـفاسها الـكريهة 
عـلى دخـان مـليء بالـملح 
تـقرأ فـنجانِي بالإكـراه..

كـشفت الـوشاح عـن وجـهها
وأعـتدلت فـي جلـستها
امـعنت الـنظر إلي في وجـوم
وقـد غـصت الـكلمات بـحلقها 
جـحظت عـيناها فـشهق اللـيل جـزعََا 
والموقد أج بالـبخور..

أرى بـؤسي مـتجليََا في جـوف بـؤبؤيها
قـالت أسـمعي عـني ما أقـول
سـأكشف الأسـرار بالأسـرار
دقـقت في خـطوط الـفنجان
عـلها تـفك الطـلاسم و الأوهـام 
بـهمهمات ونفـث وسـجع
وتـرانيم غـير مـفهومة
تـخرج اللـعنات من بيـن أسـنانها المـتساقطة مـغطاة بالـبصاق ..

وأستمرت العـجوز بالكـلام
والـهمز واللـمـز وغـمز الـعيون 
مـلعونّ، مـلعون
أن تـجر لـوحدكِ
أثـقال حـبكِ الـمنكوب..

مـن بعـد أن أسـقطت فنـجاني
مـن بـين راحـتيها
مـن هـول ما قـرأت ..
لـملمت  نفـسها وأجـزاء ثـوبها الـواسع
ودارت وجـهها وغـادرت لاهـثة..
أمـا أنا...
 فـتهت بـين حـروفها المـتناثرة..
ضـائعة لا أقـوى عـلى الـحراك..
ألـملم مابـقي مـني
أجـر الـنفس بـصعوبة كانـي أغـرق فـي بـحر مـن الـهموم..
أغـادر نـحو الـمجهول ..
أجـرجـر خـلفي حـيرتي..
مـن طـالعي البـائس الـمشؤوم ..

ندى الساعدي

ليست هناك تعليقات: