وقف الثعلب على منبر الواعظين
يرتدي ثياب الزهد ونعال الناسكين
يا معشر الضباع ما أنا إلا من الناصحين
بيد بغالكم تقضون على السبع لا بأيدينا
وأنا وأنتم سنكون من المتفرجين
ما عليكم إلا التصفيق والتهليل بالحمير
والدعاء بالسر أن يأخذوا حقهم من ذاك اللعين
وإن كنتم في ريب مما أقول
فانتظروا إلى ما ستؤول له الأمور
فما أنا إلا جندي في حرسكم المكين
فاسمعوا لي أيها الضباع وأطيعون
فاليوم موعد الانقلاب على الزعيم
الحمير والبغال والثيران صفقت بعد وجبة من الشعير
وقف سيد الحمير يهتف بإسقاط سيد العرين
والبغال من خلفه تردد عاش الثعلب الأمين
جاء بالحق والحق يعلو على سيد الظالمين
اليوم لا غدا موعدنا مع ذاك اللئيم
قال الثعلب بخبث وهو بهم عليم
لا تقتلوه ؛ حرام أن يقتل الزعيم
نريده حيّا وبالسلاسل جروه إلينا كالمجرمين
غدا يقولون : قتلناه.. ظلمناه فيكون له مؤيدون
لا نريد ثورة تؤيد الظالمين
لا نريد بلبلة في حكمنا أيها الثائرون
حقه علينا أن نحاكمه والحكم بيد العارفين
لا مناص من الموت ولا خلاص للظالمين
ما هي إلا ساعات حتى كان من المحضرين
وبقية شيعته في عداد المفقودين
مكبلا يقف أمام ثلة من الخائنين
تحضر الضباع ومن خلفهم الكلاب خائفين
كل ينظر إليه ، أهذا الذي نخشاه منذ سنين ؟
والثعلب من بعيد يدعو إلى وضعه بالزنازين
وإعلان النصر وإقامة الولائم للمنتصرين
هي أيام مجد للبغال والحمير والخنازير
بعدها تنصب المحاكم لقتل المتخاذلين
والتصفية لكل من أعلن أن الأمر خطير
حتى تخلو الساحة لنا ولبعض الحمير
فالغابة يا ضباع تحتاج إلى حاكم صغير
نحركه كدمية إذا قدمنا له من الخير القليل
او نقتله متى شئنا فليس له رهط كبير
أو نخلعه بحجة أن غيره أولى منه بكثير
فتكون لنا السيادة على الخير الوفير
فبأي الكلاب ترضون حاكما حقير
السوداء ام البيضاء أم من كان هجين
بالتداول بينهم كي لا يكون لهم صديق
اجتمعت الضباع بالكلاب وأقرت الأمير
الكل بغال وثيران أقسمت بالولاء العظيم
الضباع من الخلف تحذر وتتوعد الحاضرين
والثعلب بإشارة تسمع هدير المؤيدين
وغدا نجتمع برئاسة الكلب الأمير
ننصب محكمة للسبع ومن كان من المقربين
اختاروا أحقر قاض لا يعرف لومة اللائمين
من القردة واثنين من الخنازير
وقولوا لهم أن لا حق للسباع الجسورين
التُّهم حاضرة والحكم في حكم اليقين
والشهود مما يشترى بحمل بعير
غير أننا نريد إعطاء حق الدفاع للمجرمين
لعل بذاك نفوز بقلوب أولئك المحتارين
وليعلم الآخرون أنا بعد ذلك عليهم قادرون
فلتجمع كل قنوات البث ممن لنا مهللين
ولينشر كل خبر بعد التدقيق والتمحيص
وليظهر خبر اعترافهم بالجرم الشنيع
على المحطات وفي صدر الصفحات مع التلوين
ليعلم الجمع أن من كان يحكمهم لص لعين
مجرم وقاتل ليس في قلبه ذرة حنين
وأن الموت لهم قليل بما فعلوه بالخائنين
فهذا اليوم لنا لا لاؤلئك المتهمين
أحضروا السباع في السلاسل مقيدين
وأمام الجمع قولوا الموت للمجرمين
لا نريد سباعا بين البغال والحمير
لا نريد غابة يكون فيها سيد رشيد
الموت لا غير الموت للسباع المتوحشين
دونهم الحياة اكل ومرعى آمنين
يا سيد السباع جريمتك قتل من للغابة من المخربين
الدفاع عن حدود غابتك من الطامعين
تأمين المياه ومخازن الغذاء وهذا أمر مشين
بناء بيوت للجميع وهذا إسراف وتبذير
تعليم بالمجان للقطيع والوافدين
تحريض على من استوطن بلادكم من القردة والخنازير
تحريم التعامل مع من لوّث وغيّر في التعاليم
والعقوبة على أيّها شنق في يوم العيد
هذا قرار مصدّق من هيئة المحلفين
لا نقد ولا اعتراض فقد صدّره أكبر الكذابين
تصفيق وتطبيل وتحديد للموت الشنيع
فكيف الحال بعدما حكمت السباعَ الحميرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق