الخميس، 9 يوليو 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{زهرة الأقحوان}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{فاطمة الزهيري}}

زهرة الأقحوان

وقفت أمام، مدرستها القديمة، ذات البوابة الكبيرة  والجدران المهترئة ،أدت التحية ع حارس الباب ودخلت، القت نظرة محملة بالأشتياق لتلك البناية ومافيها، انتقلت بها ذاكرتها الى أيام طفولتها التي قضتها هنا ومراهقتنا ايضا، كانت تبكي، عندما يمنعها والدها من المجيء الى المدرسة ، كانت الدراسة المنفذ الوحيد اليها،  و اجمل مكان بالنسبة لها تلك الحديقة التي تحتوي ع الازهار ذابلة والأشجار ذات الأغصان اليابسة كانت تشعر دائما ان وراء تلك الأزهار ذابلة الف حكاية وحكاية و أن لها علاقة بينها وبين تلك الفراشات الملونة التي هجرتها منذ زمن لأنها ذبلت،  أما تلك الشجرة كانت تظن إن لها حكاية مختلفة،  هجرها ربيعها ولن يعاود اليها مرة أخرى، أنتبهت لنفسها وعادت بها ذاكرتها بعد سماع صوت أبنها ذات ل3سنوات قائل لها بكلمات مكسرة وغير مفهومة:  (ماما حلو هذا متان) ضحكت بأبتسامة تداعبه قائلة : (اي ماما حيل حلو)
وبعدها تنهدت، لتذهب لساحة المدرسة التي كانت تلعب فيها كثيرا ولا تمل منها والتي كانت ايضا تجلس فيها ع احد الكراسي لتكتب مذكراتها وماذا فعلت،  في يومها، قالت بصوت منخفض:  آه،  يا أبي لم حرمتني من جنتي فأنا أعتبرها جنتي، ،لم يا أبي حرمتني منها، وحملتني مسؤولية كبيرة علي فأنا لا اطيق ثقلها لقد أتعبتني كثيرا واكبرتني سنوات الى الامام،  عاودت الأبتسام بدموع منهمرة ع خداها الحمراويتان،وقالت بأمل : أعد نفسي وأعد هذا المكان الذي عشت فيه، اجمل لحظات حياتي وذكرياتي سأصل الى ما أريد ولن استسلم أبدا،  و ثم بعدها ذهبت مسرعة، الى أدارة المدرسة لتحادث المديرة وتخبرها أنها تريد أكمال دراستها وتريد منها توقيع تلك الاوراق التي بيدها حتى،  تقوم بتقديم ع الامتحانات الخارجية وبعدها ذهبت لتسلم ع مدرساتها، اللواتي يحبها كثيرا،  ويبادلنها علاقة طيبة ذهبت تسلم عليهن واحدة تلو  الاخرى وتخبرهن بحياتها الجديدة وقرارها جديد ،وكانت كأنها فراشة يبعث منها الأمل وكأن اليوم ولدت وطلت، ع هذة الحياة بأشراقة جديدة، أنطلقت لترى النور، الذي يجعلها سعيدة كسرت كل القيود التي كانت تقيدها وواجهة ذلك العالم البائس الذي لم يرحمها يوما.
عادة الى منزلها ضاحكة مستبشرة،  وعند الباب كان يقف زوجها.
قال لها بنبرة حادة،  لم تأخرتي هكذا؟
أجابت قائلة وابتسامتها لا زالت مشرقة ع وجهها البشوش ذات الطلة الجميلة:

_ياحبيبي كنت، هناك في اجمل مكان إلي،  أشعر. 
أنني، ولدت اليوم وبدأت حياتي.
_أجابها، حسنا عزيزتي، أحضري الي الطعام فأنا، لم أتناول شيءً الى الآن.
_حاضر يازوجي العزيز،  سأحضر لك ، ما تريد وما تشتهي.
 قالتها، وهي تبستم وبكل حب و ود هكذا هي، منذ كانت صغيرة والى الآن،  مفعمة بالحب،  والأمل وتفائل يوم عن يوم تزداد هكذا،  فهي كزهرةٌ فواحة تنثر عطرها ع من حولها، وكل من يراها يحبها، ويتمنى يكون بقربها.

الكاتبة / فاطمة الزهيري _ العراق

🖤✍️

ليست هناك تعليقات: