ذات الخمار
بانت سعاد وقلبي هائما كلم
ياربة الحسن غضي الطرف واحتشمي
فلقد ضرمت في الفؤاد مواجعا
ياويح من ظلم الفؤاد واضرم
نارا تزيد من الصبابة بالجوى
وتثير في بحر الغرام جهنم
إني فتنت بسحر طرف كاحل
رباه من تلك اللواحظ اظلم
من سيوف ذات يوم جردت
في قطع اوردة القلوب واحكم
ياريم تعدو في البراري وحسنها
لم ينجبا حواء مثلها آدم
من دب آدم عالثرى اقدامه
حتى من الاجداث تنسل اعظم
وغدت تمايل من ثنايا قوامها
والشعر من ريش النعام بانعم
لما رأيت الى المحاسن اذهلت
مني الفؤاد وفي هواها تيتم
لها حسن يوسف والحواري بجنة
ومن العفاف إليها عفة مريم
وضياء بدر في اكتمال نصابه
ولها المكارم أورثت عن حاتم
ياظبية هام الفؤاد بحبها
إني الى تلك المحاسن احلم
قالت على استحياء يغمر حسنها
متقدما في السن انت وتهرم
فاضت على صحن الخدود مدامعي
ان اللبيب من الإشارة يفهم
اتعيريني بشيب يغزو مفرقي
مازلت في ساح المعارك ضيغم
ولكم علوت على الجياد مروضا
من كل سابقة الخيول والجم
صهوات من ركب السوابق فارسا
إذ كنت في يوم الوقيعة اقدم
متسابقا مع كل اهيف اصقل
حتى المنايا في اللقاء فتهزم
انا ابن جلاب الثنايا مطلعا
إذ كان من كل المكارم اكرم
ولقد فطرت على المكارم ايما
وجدت نعائم كنت منها بانعم
افهل يعيب الشيب مثلي فارسا
ام كان في شرع الغواني مجرم
من يعشق الغزلان صبا قد غدا
قلب المحب كعاشق لم يفطم
عن حب كاحلة العيون اميرة
شمس الثريا ومن سواها انجم
مالت وفي غنج الحواري اردفت
عشق المها ياشاعري لن تفهم
طعنت الى قلبي المتيم بعدها
صنف النساء على الغرام محرم
خذوني في ذات الخمار جريرة
فلقد رأيت في مآقيها دمي
بقلمي الشاعر المهجري
ابو عبدو الادلبي
سوريا في 30 8 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق